لماذا وإلى أين ؟

مغاربة العالم يدعون لوقفات احتجاجية ردا على استقبال سعيد لزعيم البوليساريو

لا تزال ردود الفعل تتناسل من مختلف الفعاليات المغاربية والدولية، تجاه ما أقدم عليه الرئيس التونسي، قيس سعيد، من استقبال لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، حيث دعا مغاربة العالم إلى الاحتجاج في الخارج على سلوك سعيد الذي وصفوه بالاستفزازي والعدواني”.

وفي هذا السياق، اعتبر المرصد الأوروبي المغربي للهجرة أن ما قام به الرئيس قيس سعيد تصرف فادح باستقباله لزعيم البوليساريو، موردا أن المرصد “توصل برسائل عديدة من قبل أفراد وجمعيات الجالية تدين فيها التصرف غير العقلاني لرئيس تونس والسلوك العدواني والإستفزازي والذي يبرهن عن ضعفه الديبلوماسي وتورطه في مخططات جنرلات الجارة الجزائر، هذا العمل العدائي الذي سيغير لا محالة طبيعة العلاقات بين كل مكونات الشعب المغربي وجمهورية قيس سعيد”

وأوضح مغاربة العالم أنه “في ضوء هذه الخطوة الحمقاء اللامسؤولة التي قام بها الرئيس التونسي والتي تعتبر إهانة لجميع الفاعلين السياسيين والمدنيين من المواطنين المغاربة داخل وخارج الوطن ووصمة عار في حقهم، فإن المرصد الأوروبي المغربي للهجرة يستنكر هذا الموقف المقصود ضد مصالح المغرب ويهيب بكل الغيورين على سمعة هذا الوطن العزيز من أجل التحرك العاجل داخل وخارج البلد لوضع حد لهذه المهزلة التي يتخبط فيها الشعب التونسي الشقيق جراء تورطه لتصرف الرئيس قيس سعيد تماما كما ورطه في اختطاف ثورته والانقلاب عليها وهدمه لمؤسسات الدولة وتلطيخ هيبتها”.

وشدد البلاغ على أن  “اعتبارات خارجية صرفة هي التي وقفت خلف السلوك المتهور للرئيس قيس سعيد، لهذا ينبغي إزالة الغموض تماما حول التطورات الخارجية حول ملف الصحراء المغربية بمضمونها أو توقيتها؛ حول المتغيرات الدولية والإقليمية ونوعية التحديات الأمنية المستجدة قبل زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر نهاية شهر غشت الحالي؛ وبعد الرسالة الملكية الأخيرة في خطاب 20 غشت قائلا : ” أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشركات””.

وأشار المرصد نفسه إلى أنهم “لا يستغربون لاصطفاف الرئيس قيس سعيد مع أعداء الوحدة الترابية، لكننا نندهش للموقف غير المتوقع من دولة تونس وخاصة بعد الموقف الشجاع لجلالة الملك محمد السادس شهر ماي 2014 المتمثل في زيارته لدولة تونس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ومباشرة بعد خروجها من محنة الربيع العربي؛ حيث اعتبرت استضافة جلالته من قبل الشعب التونسي وإلقاء خطابه الشهير من داخل برلمانهم دعما سياسيا قويا واجتماعيا فريدا من نوعه، تقوت به كل مكونات الشعب التونسي في مشروع البناء الديمقراطي لديها”.

“لقد اعتدنا نحن المغاربة، على مدى 45 سنة”، يورد البلاغ  “على موقف الحياد من دولة وشعب تونس في صراعنا مع الجنرالات الجزائريين من النزاع المفتعل حول صحرائنا، لكن وبعدما طلب جلالة الملك توضيح الموقف من الدول القريبة والبعيدة من قضية الصحراء المغربية في خطابه الأخير، خرج الرئيس قيس سعيد وعلى غير العادة ليفتح على نفسه وعلى الشعب التونسي خطر العزلة السياسية، من قبل المغرب وكل الدول المؤيدة لقضية الصحراء المغربية بما فيها أمريكا، إسبانيا، ألمانيا، دول الخليج العربي”

موردا أن “الرئيس قيس سعيد لم يفهم أن الجنرالات ومعها البوليساريو لن تعطي أكثر وهدف الجنرالات هو نسف كل مقومات الديمقراطية لدول الجوار وافتعال الحروب من أجل التحكم في منطقة شمال إفريقيا، ولم يدرك قيس سعيد كذلك أن من وراء تصرفه هذا سيعرض المصالح الحيوية الكبرى لتونس إلى الهلاك، وسينتج عنها تبعات لا يحمد عقباها، فهو لا محال انتحر ديبلوماسيا وانشلت مواقفه بالمنطقة وضعفت مكانته إفريقيا'”.

وأكد المصدر ذاته على أننا “هنا بصدد إرث طويل من العلاقات المتشابكة بين الشعب المغربي والشعب التونسي، وواقع يتداخل فيه الأمني مع السياسي مع الاجتماعي والعقائدي على نحو يصعب تفكيكه، ثمة عدد من المسؤوليات والاتفاقيات،  لكن في مساحة السياسة والشأن الوطني الخارجي للمغرب، هناك حاجة لخطة زمنية متدرجة، قد تستغرق شهورا قبل أن تعتمد الدولة المغربية على تنفيدها”.

وأبرز المرصد ذاته أننا “نحتاج وبسرعة  لترتيبات في الصفوف الأمامية للبدء في عملية التكيف مع المتغيرات الإقليمية الجديدة بمنطقة شمال إفريقيا، حتى لا نواجه حالة من التردي تؤثر سلبا على أداء نجاحنا وتقدمنا في أقاليمنا الجنوبية”.

ودعا  المرصد الأوروبي المغربي للهجرة، كل مكونات مغاربة العالم وبكل الجهات المسؤولة في الدولة المغربية وعلى رأسها السفارات والقنصليات،  في إطار ما فتئ ينادي به جلالة الملك في نصرة القضية الوطنية بتنظيم وقفات احتجاجية وبأسلوب حضاري يراعي قوانين دول الإقامة بالتنديد بالأسلوب غير المقبول الذي فعله الرئيس قيس سعيد في حقنا نحن المغاربة قاطبة”.

وخلص البلاغ إلى التنويه بإشارة الملك في خطاب 20 غشت الأخير “بالإشادة بمجهودات فئة عزيزة من الشعب المغربي في الخارج ( 5 ملايين من المغاربة ومئات الألاف من اليهود المغاربة) مجهودات تعبر وبعمق عن تعلقها بالمقدسات الدستورية للمغرب وبوحدته الترابية، مجهودات لن تسمح لأي كان أن يمس شبر واحد من صحرائنا الغالية، مجهودات لن تسكت لا على سلوك الرئيس قيس سعيد ومن معه مهما كان”.

يأتي هذا بعدما أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مساء الجمعة 26 غشت الجاري، استدعاءها للسفير المغربي بتونس، بعدما تضاعفت المواقف والتصرفات السلبية في الآونة الأخيرة تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا، حيث إن موقف تونس في إطار عملية التيكاد (منتدى التعاون الياباني الأفريقي) يؤكد عداءه الصارخ.

وحسب بلاغ الوزارة لذي نشرته “آشكاين” في وقت سابق، فقرار استدعاء السفير، يأتي بعدما “قررت تونس ، خلافا لنصيحة اليابان وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها ، من جانب واحد دعوة الكيان الانفصالي”.

وهو البلاغ الذي ردت عليه الخارجية التونسية “بتبريرات ومغالطات” عديدة، من قبيل أن “تونس حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء التزاما بالشرعية الدولية وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلا سلميا يرتضيه الجميع”، وأن الاتحاد الإفريقي قام بتعميم مذكرة يدعو فيها كافة أعضاء الاتحاد الأفريقي بمن فيهم زعيم جبهة البوليساريو للمشاركة في فعاليات قمة طوكيو الدولية للتنمية في تونس.

في مقابل ذلك، رد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بالقول إن “البيان التونسي لم يزل الغموض الذي يكتنف الموقف التونسي، بل ساهم في تعميقه”، مضيفا أن منتدى “تيكاد” ليس اجتماعا للاتحاد الإفريقي، بل هو إطار للشراكة بين اليابان والدول الإفريقية التي تقيم معها علاقات دبلوماسية.

وأبرز المصدر نفسه أن المنتدى يندرج ضمن الشراكات الإفريقية، على غرار الشراكات مع الصين والهند وروسيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهي شراكات مفتوحة فقط في وجه الدول الإفريقية التي يعترف بها الشريك. وبناء عليه، فإن قواعد الاتحاد الإفريقي وإطار عمله، التي يحترمها المغرب بشكل تام، لا تسري في هذه الحالة.

وبخصوص دعوة الكيان الانفصالي إلى منتدى تيكاد-8، أوضح الناطق باسم الوزارة أنه تم الاتفاق منذ البداية وبموافقة تونس على أن تقتصر المشاركة على الدول التي تلقت دعوة موقعة من قبل كل من رئيس الوزراء الياباني والرئيس التونسي، وهو ما أكدته وثيقة يابانية صادرة عن الفريق الياباني بالاتحاد الإفريقي، بتاريخ 19 غشت الجاري، والتي فندت زيف ادعاءات وزارة الخارجية التونسية، التي ادعت أن رئيس المفوضية الإفريقية، وجه دعوة فردية مباشرة للجبهة الوهمية، من أجل حضور مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بأفريقيا في نسخته الثامنة “تيكاد 8”، المنعقد بتونس.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
allah akbar
المعلق(ة)
29 أغسطس 2022 16:59

On s’en moque de ce parasite, rien n’ébranlera le progrès des Marocains.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x