2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
رد الناشط والحقوقي، أحمد عصيد، على بعض التونسيين اللذين يدافعون على استقبال رئيسهم قيس سعيد، لزعيم جبهة البوليساريو، بأن سعيد نقل تونس من منطقة الحياد في ملف الصحراء إلى “بلد منحاز يصب الزيت على النار”.
وقال عصيد في تدوينة على صفحته الفيسبوكية، إن “بعض إخواننا التوانسة يحاولون تبرير الخطأ الذي ارتكبه رئيسهم قيس سعيد باستقبال زعيم جبهة انفصالية على أنه رئيس دولة حقيقية، بإقحام موضوع سيادة تونس واستقلالها”.
وشدد على أنه “من حق تونس أن تستقبل من تشاء وتتعامل مع من تشاء، لكن ليس من حقها أن تعمل على تقسيم المغرب، والاعتراف بالانفصاليين هو بمثابة قبول لتقسيم بلدنا”.
وخلص إلى أنه “على الذين يدافعون عن سيادة بلدهم أن يحترموا كذلك سيادة بلدنا ووحدته، كما عليهم أن يدركوا بأن رئيسهم نقل تونس من بلد محايد إلى بلد منحاز يصب الزيت على النار، بينما يلتزم في دستوره الجديد ب “توحيد” البلدان المغاربية”، منوها بـ”أصوات الحكمة والتعقل التي ارتفعت في تونس لتدين الخطأ الشنيع لقيس سعيد”.
يأتي هذا بعدما أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مساء الجمعة 26 غشت الجاري، استدعاءها للسفير المغربي بتونس، بعدما تضاعفت المواقف والتصرفات السلبية في الآونة الأخيرة تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا، حيث إن موقف تونس في إطار عملية التيكاد (منتدى التعاون الياباني الأفريقي) يؤكد عداءه الصارخ.
وحسب بلاغ الوزارة لذي نشرته “آشكاين” في وقت سابق، فقرار استدعاء السفير، يأتي بعدما “قررت تونس ، خلافا لنصيحة اليابان وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها ، من جانب واحد دعوة الكيان الانفصالي”.
وهو البلاغ الذي ردت عليه الخارجية التونسية “بتبريرات ومغالطات” عديدة، من قبيل أن “تونس حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء التزاما بالشرعية الدولية وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلا سلميا يرتضيه الجميع”، وأن الاتحاد الإفريقي قام بتعميم مذكرة يدعو فيها كافة أعضاء الاتحاد الأفريقي بمن فيهم زعيم جبهة البوليساريو للمشاركة في فعاليات قمة طوكيو الدولية للتنمية في تونس.
في مقابل ذلك، رد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بالقول إن “البيان التونسي لم يزل الغموض الذي يكتنف الموقف التونسي، بل ساهم في تعميقه”، مضيفا أن منتدى “تيكاد” ليس اجتماعا للاتحاد الإفريقي، بل هو إطار للشراكة بين اليابان والدول الإفريقية التي تقيم معها علاقات دبلوماسية.
وأبرز المصدر نفسه أن المنتدى يندرج ضمن الشراكات الإفريقية، على غرار الشراكات مع الصين والهند وروسيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهي شراكات مفتوحة فقط في وجه الدول الإفريقية التي يعترف بها الشريك. وبناء عليه، فإن قواعد الاتحاد الإفريقي وإطار عمله، التي يحترمها المغرب بشكل تام، لا تسري في هذه الحالة.
وبخصوص دعوة الكيان الانفصالي إلى منتدى تيكاد-8، أوضح الناطق باسم الوزارة أنه تم الاتفاق منذ البداية وبموافقة تونس على أن تقتصر المشاركة على الدول التي تلقت دعوة موقعة من قبل كل من رئيس الوزراء الياباني والرئيس التونسي، وهو ما أكدته وثيقة يابانية صادرة عن الفريق الياباني بالاتحاد الإفريقي، بتاريخ 19 غشت الجاري، والتي فندت زيف ادعاءات وزارة الخارجية التونسية، التي ادعت أن رئيس المفوضية الإفريقية، وجه دعوة فردية مباشرة للجبهة الوهمية، من أجل حضور مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية بأفريقيا في نسخته الثامنة “تيكاد 8”، المنعقد بتونس.