لماذا وإلى أين ؟

ماذا وراء “شطحات” جــون أفريـــك حول المغرب

“الملك محمد السادس، سيشارك شخصيا في قمة جامعة الدول العربية، المرتقب تنظيمها في الجزائر العاصمة يومي 1 و 2 نوفمبر”. كان هذا هو الخبر الذي أفاض الكأس ودقَّ ناقوس الخطر للإنتباه إلى خلفيات ما تنشره مجـلة إعلامية فرنسية، مملوكة لعائلة تونسية، اسمها “جون أفريك”، نصبت نفسها ناطقا رسميا باسم القصر الملكي.

“جون أفريك”، التي يعتبرها البعض “مصدرا شبه موثوق للمعلومة”، نشرت في الآونة الأخيرة أخبارا عن المغرب (عيادة الملك لأمه بفرنسا، التعديل الحكومي، حُضور الملك بالجزائر)، وكانت أخبارا أسقطت عنها  صفة ” الموثوقية” بعدما ثبت عدمُ صحة ما نشرتهُ، بل هناك من اعتبر أن ما نشرته هذه المجلة يدخلُ في باب التشويش على المغرب وخلق “بلبلة” في الوسط السياسي، وقلاقل اجتماعية تدفع المغاربة نحو الإحساس بعد الإستقرار السياسي في ظل موجة تقلبات دولية ومغاربية يطبعها الإرتفاع المتزايد لأسعار عددٍ من المنتجات الإستهلاكية والطاقية. الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول ما إن كانت هناك جهة ما تسخر “جون أفريك” لخلق الفتنة بالمغرب بِنشْـرها سلسلةَ أخبارٍ مثيرة و زائفة في وقت وجيز؟ وهل نشرُها لمثل هذه “الأخبار يعتبر خدمةٌ لأجندة معينة أم هو ابتزاز و فقط ؟

جون أفريك وسقوط قناع القداسة الخبرية

“الخبر مقدّس والتعليق حر”، أول قاعدة تُلقَّن لطلاب الصحافة، ومضمون هذه القاعدة بسيط، إذ يقصد بها أن “الخبر يجب أن ينقل من منابر الإعلام إلى المتلقي كاملا و صحيحا كما هو في الواقع، لا يعتريه أي تحريف مهما كان نوعه”، وهو الأمر الذي زاغت عنه “جون أفريك”، ولم تحترمه، على الأقل فيما نشرته مؤخرا عن المغرب.

“آشكاين”، كانت المنبر المغربي السبَّاق لطرح علامة استفهام عن خلفيات أخبار هذه المجلة، خاصة تلك التي تحدثت عن تعديل حكومي وشيك، ومشاركة الملك في القمة العربية المزمع تنظيمها بالجزائر، فتبيَّن لها ( أي صحيفة آشكاين)، من مصادر جد موثوقة، أن ما نشرتهُ المجلة المذكورة بهذا الخصوص بعيدٌ عن المصداقية والصدقية، ويدخل في باب صناعة خبر لخلق حدث من أجل هدف ما! فما هو هدف جون أفريك” يا ترى؟

مسؤولون حكوميون وسياسيون يحذرون

الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية؛ محمد نبيل بن عبد الله، المعارض، كان من أوائل المسؤولين السياسيين المغاربة الذين حذروا مما تنشره “جون أفريك” حول المغرب بين الفينة والأخرى، وقال خلال رد في نشاط حزبي، عن سؤال حول احتمال حضور الملك محمد السادس القمة العربية بالجزائر، (قال) “ألاحظ أنه كلما تصدر هذه الوسيلة الإعلامية أي خبر يتم نقله بسرعة من طرف وسائل إعلام مغربية دون التأكد من صحته”، مضيفا “الوسيلة الإعلامية ذاتها هي من نشرت خبر التعديل الحكومي، و نحن اليوم نرى أنه مَكّايْن لا تعديل لا زوج، ولذلك حذاري من أمور من هذا القبيل”.

أما عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة”، المشارك في الحكومة، فقد وصف “جون أفريك” بـ”الصحافة الصفراء“، وذلك في تعليق منه خلال تجمع حزبي نهاية الأسبوع المنصرم، على خبر التعديل الحكومي، معتبرا أن “متمنيات “جون أفريك “مجرد أضغاث أحلام و ستبقى كذلك”.

الأكثر من ذلك، يرى وهبي أن من يروج لخبر قرب خروجه من التشكيلة الحكومية، ويقصد هنا (جون أفريك) “أقلام متسخة تُموَّل بأموال متسخة حاولت كتابة ترهات لا معنى لها و نشرها”، حسب تعبيره.

جون أفريك” التونسية المنشأ و الفرنكفونية الهوية، طالما اتُهِمت من قبل مسؤولين ومهتمين من أقطار مختلفة، بنشر معلومات زائفة، وما الأخبار التي نشرتها عن المغرب ببعيدة عن هذا المنحى، خاصة أنها تأتي، كمت سبق الذكر، في ظل تطورات دبلوماسية وصراع استقطابات جيواستراتيجية. فما الذي تُحضر له بمؤامرتها هاته؟

وبالتأكيد، مهما كان هدف هذه المجلة/الأداة، ستكشف الأيام الأهدافَ التي تُحرِّكُـــها لضرْبِ مَصالِح الدولة المغربية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Simoulay
المعلق(ة)
25 سبتمبر 2022 19:23

Jeune Afrique a été aussi le premier média qui a parlé de ben batoche envoyé par la junte militaire algérienne en Espagne. Et cela s’est révélé véridique.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x