2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كثفت القوى الإقليمية و الدولية من تحركاتها في موريتانيا ، من خلال زيارة دبلوماسيين و عسكريين و قادة جيوش لمختلف القوى المتداخلة، ما جعل موريتانيا محط أنظار في الآونة الأخيرة.
فبعد زيارة قادة الجيش الجزائري، وبعدها زيارة وزير خارجية إيران بأيام فقط، و لم تكد تنته هذه الزيارة حتى حلت بعثة شمال الأطلسي “الناتو” بموريتانيا، دون أن ننسى أن قائد أركان الجيش الموريتاني طار للقاء نظيره الإسباني تزامنا مع كل هذه التحركات التي كان آخرها إهداء الإمارات لموريتانيا طائرة بوين طائرة رئاسية من نوع بوينغ “BBJ 737”، وهو ما يجعلنا نتساءل عن سر تسابق هذه الدول على التقرب من موريتانيا وما إن كانت بلاد شنقيط ستتحول إلى بؤرة لصراع عسكري.
وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد النبي صبري، أن “الأنظار توجهت في الآونة الأخيرة للتحركات الثنائية ومتعددة الأطراف في موريتانيا مؤخرا، خاصة بعد زيارة وزير خارجية إيران وقبلها قادة العسكر الجزائري، الذي كان قد توجه لموريتانيا بهدف ظاهر هو ضبط المجالات المرتبطة بالعلاقات الموريتانية الجزائرية، ولكن كان الهدف الخفي لهذه الزيارة التي تزامنت مع زيارة شنقريحة لفرسا، مخافة حدوث انقلاب عسكري، لضمان فرنسا بقاء شنقريحة وخوفا من أي تأثر محتمل”.

ويرى صبري، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “ليس المثير هو زيارة عدد من وزراء خارجية الكثير من الدول إلى هذه المنطقة ، بل ما كان ملفتا للاهتمام هو زيارة بعثة حلف شمال الأطلسي لموريتانيا، وهي التي تحكمت فيها مجموعة من التحولات الأساسية التي فرضتها الظروف الدولية المعقدة، من الجيوسياسي الأورومتوسطي إلى جيوسياسية الأوروآسيوي، والأوروأطلسي”، موردا أن “حلف شمال الأطلسي راجع أهدافه وقام بدراسة عميقة للشراكات التي قام بها مع دول الساحل والصحراء وتبين أن هذه الأمور باتت في خبر كان، وما زاد هذه الأمور تطورا الإنقلابات العسكرية التي وقعت في مالي و بوركينافاسو”.
و تابع أن “حلف شمال الأطلسي أثاره تزايد قوات فاغنر الروسية في مالي، والأكثر من ذلك، اضطرار فرنسا للانسحاب، و لمواجهة النفوذ الروسي والتمدد الصيني يريد حلف الشمال الأطلسي تأمين مجال موال للغرب على مستوى جنوب المملكة المغربية، و خاصة موريتانيا”.
وأضاف أنه “كان لافتا للانتباه في قمة حلف شمال الأطلسي بمدريد يونيو الماضي 2022، تم اعتبار روسيا أنها تشكل خطرا على الأمن الدولي وضرورة مواجهة هذا الخطر”.
وأردف أن “هذه التحولات التي فرضتها منطقة شرق المتوسط ومنطقة الساحل والصحراء، جعلت حلف شمال الأطلسي يسعى لإعادة تموقعه في الشمال الأطلسي و غرب إفريقيا ، خاصة في مستويات أخرى مرتبطة بالأمن الطاقي وب حسابات جيواستراتيجية، و بمحاصرة نفوذ دول أخرى، ومرتبط كذلك بما وقع في شرق أوروبا من خلال حرب أوكرانيا”.
وخلص صبري إلى أنه “حيثما كانت روسيا حاضرة حيث ما كان حلف الشمال الأطلسي على الأبواب لمواجهة هذا النفوذ الروسي، ولمواجهة التمدد الصيني، وهيمنة دول أخرى على القارة الإفريقية، خاصة منطقة الساحل والصحراء التي تعتبر منطقة تزعزع الأمن الدولي، والإرهاب على أشده في هذه المنطقة غير الخاضعة لمراقبة جيوش هذه الدول، كل ذلك لاعتبارات جيوسياسية مرتبطة بترتيب الأوراق وترتيب مآلات النظام الدولي، نظرا لمكانة هذه المنطقة”.
الطرق التجارية التقليدية تعود في حلة مفاهيم جديدة وتسميات حديثة (جيواستراتيجي-الأمن القومي…) المغرب مدعو بإلحاح إلى الانتقال من جاس للنبض إلى فاعل في التحولات السياسية الموريتانية!لأن المعبر نحو العمق الإفريقي مهدد بالشلل من خلال مبدأ الفوضى الخلاقة (الجزائر-ايران- مليشيات البوليساريو المسلحة وما يحدو حدوها من باقي التنظيمات المسلحة!! العمق الإفريقي بدون بسط اليد على من يحرك خيوط موريتانيا العميقة سيكون مهدد بالانقراض ؟