يسر جريدة “آشكاين” الرقمية أن تضع بين يدي قرائها الكرام سلسلة رمضانية جديدة عن الأقاليم الجنوبية، من خلال التطرق إلى ما شهدته الصحراء المغربية من معارك طاحنة خاضتها المقاومة الصحراوية ضد المستعمر من أجل إعادة تراب الصحراء إلى حوزة الوطن، من خلال برنامجكم الرمضاني “معارك الصحراء”.
وسنحاول في هذه السلسلة الرمضانية أن ننبش في تاريخ ذاكرة المقاومة الصحراوية ضد المستعمر، من خلال تناول أهم المعارك التي خاضها أبناء المناطق الجنوبية دفاعا عن الوحدة الترابية للوطن، مستندين إلى شهادات باحثين ومهتمين من أبناء المنطقة.
وسنتطرق في الحلقة الرابعة من سلسلة “معارك الصحراء“، إلى “معركة تافودارت” الطاحنة، والتي باغث فيها المستعمر الإسباني المقاومة بالقصف الجوي مستعملا عشرة طائرات لمحاولة سحق المقاومة الصحراوية.
أولى معارك المقاومة الصحراوية مع الجيش الإسباني
يروي لنا قـيّـم فضاء الذاكرة التاريخية بالدشيرة جهة العيون الساقية الحمراء، مصطفى الحمري، عن معركة تافودارت أنها “كانت معركة بطولية خاضها عناصر جيش التحرير يوم 20 أكتوبر 1957 بمنطقة تافودارت بالساقية الحمراء، وكان قائد هذه المعركة القايد صالح بنعسو”.
وأوضح الحمري، في حديثه لـ “آشكاين”، أن “معركة تافودارت الأولى تعد أولى المعارك مع المستعمر الإسباني، حيث قام سلاح الجو الإسباني بهجوم مباغت على المركز العام للمقاطعة التاسعة لجيش التحرير بمنطقة تافودارت”.
نجاة المقاومة من قصف عشر طائرات حربية
وتابع الحمري أن “السلطات الإسبانية قد أعطت الانطلاقة لهذا الهجوم الجوي في 20 أكتوبر من سنة 1957، حيث خصصت له عشر طائرات حربية من نوع “كاسكبيدور”، بغرض محو المقاومة الصحراوية من خلال استهداف المراكز الخلفية للمقاطعة التاسعة لجيش التحرير بمنطقة تافودارت”.
ورغم ضراوة القصف الذي شنه الجيش الإسباني ضد المقاومة، يسترسل الحمري، إلا انه لم يتمكن من قتل أي عنصر من جيش التحرير، والذين نجوا بأعجوبة كبيرة من هذا القصف الذي خلف جروحا متفاوتة الخطورة في صفوف المقاومة، في حين تكبد الإسبان خسائر بالجملة في العتاد العسكري نتيجة ضربات المقاومة”. أحمد الهيبة صمداني – آشكاين
الحلقات السابقة:
“معارك الصحراء”: معركةُ الدشيرة..حينما سحقت المقاومة 600 جندي إسباني و سلبتهم عتادا متطورا
“معاركُ الصحراء”: معركةُ العركوب البطـــولية
“معارك الصحراء”: معركة لَكْلاتْ التي أسقطت فيها المُقاومة طائرة المُستعمر
