“تِقْبُورِين ن سُوس” .. دعارة في قاعات السينما بأكادير

محـمـد دنيـــا الأربعاء 29 مارس 2023 - 18:10

“ⵜⵉⵇⴱⵓⵔⵉⵏ ⵏ ⵙⵓⵙ .. تِقْبُورِين ن سُوس” أو “سوس قديما” باللغة العربية، هي سلسلة تاريخية تسلط الضوء على مجموعة من الأحداث التاريخية المثيرة و المتميزة التي شهدتها مدينة أكادير خاصة ومنطقة سوس عامة في التاريخ الحديث. وتهدف هذه السلسة التي ستنشر على صحيفة “آشكاين” الرقمية طيلة شهر رمضان، لإطلاع القراء على جزء من التاريخ الغني لهذه المنطقة.

الحلقة 7: الدعارة في قاعات السينما بأكادير

كانت السينما الوسيلة العصرية الوحيدة للتسلية في فترة ما قبل الإستقلال بأكادير، فلا التلفيزيون عرف طريقه إلى المدينة، والمذياع كان لا يملكه إلا قلة قليلة من السكان، خاصة في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات. وحلقات “بقشيش” والروايس لا تشفي غليل الناس؛ خاصة الشباب.

في هذه الفترة، كانت الأفلام التي تعرضها قاعات السينما الشغل الشاغل للشباب، حيث تحولت إلى مدار حياتهم صباح مساء، بل منهم من يقلد في حركاته أبطال الأفلام؛ خاصة رعاة البقر. وكما أسهمت السينما في نشر الثقافة لدى الشباب من خلال أفلام “كمندار كوستو” ورحلاته في أعماق البحر، والأفلام الخيالية والبوليسية والتجسسية التي تدفع المتفرج إلى التفكير والبحث، فقد أسهمت كذلك في نشر عادات وسلوكيات وأخلاق وصفت بالسلبية.

عدد من الشهادات تؤكد أن قاعات السينما بأكادير لما شرعت في عرض بعض الأفلام المصرية التي تتناول موضوع الدعارة، تأثر بها عدد من المتفرجين. وكانت النسوة؛ خاصة المومسات، تأتين إلى باب قاعات السينما وتطلبن من الرجال مرافقتهن، حتى انتشرت الظاهرة، خاصة في صفوف البحارة، وأصبحت عادية في ظل مجتمع محافظ.

كما تسببت السينما في بداية ظهورها بأكادير في انقطاع عدد من الشباب عن الدراسة، حيث كانوا يسهرون يوميا داخل قاعات السينما. وفي الصباح يبحثون عن أصدقائهم ليحكوا لهم وقائع الفيلم الذي شاهدوه في الليلة السابقة، فيلهيهم ذلك عن دراستهم ويغريهم ليسعوا إلى السينما والتمثيل.