2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تعيش مخيمات تندوف على وقع احتقان غير مسبوق إثر انفضاح أمر قيادة جبهة البوليساريو في تورطها في تهريب المحروقات من المخيمات لغرض بيعها في الحدود الموريتانيا، حيث تعالت الاحتجاجات بالمخيمات عقب اختطاف أحد الوجوه البارزة من الشباب الذين فضحوا أمر قادة البوليساريو والتنكيل بأسرته.
وفي هذا السياق، أوضح منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي، المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، أن “الانفلاتات الأمنية المتكررة والمتسارعة، وتعنت القيادة بالمقابل، يوحي باصطدام وشيك بين الجسم الصحراوي، والسرطان الخبيث الذي ينخره، وما عاد قبوله بالجسم واردا و لا ممكنا؛ فإما استئصاله ليعيش الجسد أو الاستسلام له ليموت الجسد”.
وشدد “فورساتين” على أن “الاستسلام ليس واردا، ولا مقبولا، حيث يسطر الصحراويون على أرض الواقع أشكالا جديدة من المقاومة والنضال ضد العصابة، كان آخرها ما حدث يوم أمس ردا على اختطاف ميليشيات البوليساريو للشاب “محمد سالم اسويد ” قرب بوابة تندوف، والتنكيل بعائلته، خاصة أخته “جفينة اسويد ” التي تعرضت للضرب والسحل، نجم عنه كسر في جزء من أسنانها، وكدمات في الوجه، وأنحاء من الجسم، تلاه اقتياد أخيها شبه عــارٍ، ولا زال مفقودا الى حدود اللحظة”.
وردا على ذلك، يضيف المصدر ذاته “قامت عائلة ومعارف المختطف، وزملاءه في مجموعة الشباب الذين فضحوا عملية سرقة وتهريب قيادة البوليساريو للمحروقات لبيعها على الحدود الموريتانية، قاموا بالدعوة إلى اجتماع في ما يسمى “دائرة الدورة بمخيم العيون”.
وأورد المنتدى أن “ميليشيات القيادة حاولت إفشاله ونشرت قواتها القمعية بمداخل المخيم، ومنعت الناس من الالتحاق بمكان الاجتماع، فما كان من بعض المحتجين إلا الهجوم على بعض مقرات ومؤسسات البوليساريو، وقامت بإحراق سيارة وكيل جبهة البوليساريو المسمى ” سيد ابراهيم مولاي الزين”، بعدها انسحبت الميليشيات خوفا من خروج الأمور عن السيطرة، وبعثت إلى الاجتماع شيوخا وأعضاء من ما تسميه “المجلس الاستشاري” لحث المحتجين على التهدئة”.
وتابع أنه “خلال الاجتماع طالب المحتجون بالكشف عن مصير المختطف الصحراوي الشاب “محمد سالم اسويد “، ومحاسبة عناصر القوة الذين اعترضوا سبيله وعائلته، وإطلاق سراحه فورا، وتوعدوا بتصعيد أشكال الاحتجاجات الى حين معرفة مكانه” .
ولفت الانتباه إلى أن “الاستسلام ما عاد مقبولا، لأنه قاتل، لكن ساكنة المخيمات تحتاج الدعم والمساندة لمواجهة المرض الخبيث”، مردفا “نحتاج دعمكم لإنقاذ الجسد المتهالك، والقطيعة مع نصف قرن من الآلام والأوجاع، نحتاج مؤازرتكم لتسديد الضربة القاضية لعصابة قيادة جبهة البوليساريو”.
وأوضح المنتدى المذكور أن “الأيام والسنين أثبتت أن عصابة قيادة جبهة البوليساريو هي المشكل الأساسي، وأنها الورم الخبيث الذي ظل يكبر ويتمدد ويستفحل، وما عاد ممكنا إخفاءه أو التغاضي عنه، وبات لزاما إستئصاله وانتزاعه، قبل أن يأكل الجسد الصحراوي كله، هذا السرطان الذي ابتدأ صامتا منذ بداية النزاع المفتعل حول الصحراء في السبعينات، آنذاك كان التشخيص ضعيفا، واكتشاف السرطان في بدايته مستحيلا، وكانت كل أعراض الوجع الصحراوي يتم نسبها لمسببات خارجية ما أضاع الوقت والجهد، الأمر الذي ترك السرطان يكبر شيئا فشيئا دون أن ينتبه له أحد”.
وكان شباب المخيمات قد فضحوا، في وقت سابق، تهريب المحروقات من مخيمات تندوف، حيث اعترضوا سبيل شاحنة صهريجية محسوبة على الذراع الأيمن لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، وفق ما كشف عنه منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف المعروف اختصارا بـ”فورساتين”.
وأكد المنتدى المذكور أن “قيادة البوليساريو لم تستطع التقاط أنفاسها، بعد ما عرفته مخيمات تندوف في الأسابيع الأخيرة من الاحتقان جراء وقوع عدة احتجاجات وأحداث تمرد، حتى وجدت نفسها أمام تطور خطير ينبئ بتأجيج موجة الغضب والسخط عليها وعلى أذنابها من مصاصي الدماء وسارقي المساعدات الإنسانية”.