هل سيعتذرُ لقجع “مول الڭــارو” عن تصرُّفــه المُسيء؟

شهدت منصات التواصل الإجتماعي سجالا واسعا بعد ظهور فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو يدخن بشراهة، بالمنصة الشرفية لمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.

ظهور لقجع خلال المباراة التي جمعت المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة بنظيره المالي، لحساب نصف نهائي كأس أفريقيا للأمم لهذه الفئة،  وهو يدخن بشراهة، في أكثر من مرة، حوَّلـــه لمادة دسمة للتفكُّه، وصُنِعَت له صُورٌ مركبة تسخرُ من التصرف الذي أقدم عليه أمام مئات الآلاف من المشاهدين.

“آشكاين” اطلعت على العديد من التدوينات والتعاليق التي دُبجت من طرف نشطاء حول هذا التصرف الذي وصف بأنه “غير أخلاقي”، خلُصت إلى أن جُلَّ من انتقد تصرف لقجع، فعل ذلك، ليس لأنه مدمن تدخين، فالكثير من المسؤولين يدخنون، بل لأن هذا المسؤول قام بتصرف، غير قانوني، في مكان عمومي، غير عابئ بـ”القدوة السيئة” التي يقدمها عن مسؤول من طينته، لمئات الآلاف الذين تابعوا تلك المباراة الهامة، سواء داخل الملعب أو عبر الشاشات، وجلهم من الشباب والشابات.

مُنتقدو لقجع اعتبروا أنه أساء لمنصبه وللجهاز الذي يمثله، لكونه أقدم على خرق سافر لقواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم، و هو عضو به، فضلا عن خرق القانون المغربي. فـ”الفيفا” سبق له أن قرر سنة 2013، منع التدخين في ملاعب كأس العالم، وفي عام 2014 منع التدخين في ملاعب كأس القارات، كما أن القانون المغربي يمنع “التدخين في الأماكن العمومية”، بموجب القانون رقم: 91/15، والذي يعتبر من بين أهم القوانين المغربية الملتصقة بشكل كبير بالصحة العمومية من خلال حماية الأفراد من بعض أخطر الأمراض فتكا المتمثل في السرطان بمختلف أشكاله، وعلى رأسها سرطان الرئـــــة.

نشطاء بمنصات التواصل الإجتماعي، اعتبروا أن “لقجع أخطأ بإقدامه على التدخين بمكان عمومي وأمام أنظار مئات الآلاف من الذين تابعوه عبر الشاشات أو داخل الملعب، لكن الخطأ الأكبر، بحسبهم، هو أن يتجاهل هذا المسؤول كل الانتقادات، وألا يقدم اعتذارا للمغاربة عن تصرفه المسيء”.

مطالبو لقجع بالاعتذار عن تصرفه، استشهدوا بما قام به أسطورة كرة القدم العالمية، دييغو أرماندو مارادونا، في واقعة مشابهة كانت قد أثارت سجالا واسعا كذلك.

فمارادونا بعدما أقدم على التدخين خلال مباراة جمعت منتخب الأرجنتين مع نظيره الآيسلندي خلال نهائيات كأس العالم 2018، تعرض لانتقادات لاذعة، واتهم بخرق قواعد “الفيفا”، لكنه لم يتجاهل الانتقادات، ولا أوحى لحواريه وأتباعه بالخروج للدفاع عن تصرفه هذا، بل اعترف بذنبه وقدم اعتذاره للجميع.

وكتب الأسطورة عبر حسابه على موقع إنستغرام ” حقا لم أكن أعرف أنه غير مسموح بالتدخين داخل الملعب.. أعتذر للجميع و للفيفا”.

اعتذار ماردونا لم ينقص من قيمته كأسطورة كرة القدم على مر العصور، بل أكد أن الرياضة أخلاق قبل كل شيء، والمسؤولية تقتضي الالتزام بالقواعد والقوانين لا خرقها، فهل سيفعلها لقجع ويعتذر عن خرقه للقانون وإعطائه قدوة سيئة للناشئة؟