لماذا وإلى أين ؟

الجزائر تمنعُ بث لقاء صحفي لتبون فقَد فيه أعصابه وهاجم الأمم المتحدة والبريكس والإمارات

فقد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أعصابه في مقابلة صحفية امتدت لأربع ساعات، عمد فيها إلى مهاجمة مصر والإمارات ودول البريكس والأمم المتحدة، وفق ما كشف عنه  موقع “ألجيري بارت“، القريب من المعارضة.

وأكد المصدر نفسه أن “تبون استقبل، يوم الثلاثاء 3 أكتوبر الجاري، بعض صحافيي الإعلام الجزائري، وتمت خلال هذا اللقاء الذي استمر قرابة 4 ساعات، مناقشة عدة مواضيع، لكن هذا اللقاء، الذي تم تصويره وتسجيله، لم يتم بثه أو إعادة بثه من قبل التلفزيون الجزائري، على عكس جميع المقابلات السابقة التي أجراها رئيس الدولة لوسائل الإعلام الوطنية”، مشيرا إلى أن “السبب وراء منع بث هذه المقابلة الإعلامية، هو سبب غير مسبوق”.

وشدد المصدر ذاته على أنه “لسبب وجيه، تحاول رئاسة الجمهورية فرض رقابة وحذف ومحو التعليقات الخطيرة والمثيرة للجدل التي أدلى بها تبون حول العديد من الدول الشريكة للجزائر والمتورطة في قضايا جيوسياسية حساسة للغاية، وتشمل هذه الدول فرنسا والإمارات العربية المتحدة ومصر وقوى البريكس، وهو ما تمكنت الجزائر من تأكيده خلال تحقيقاتها”.

ولفت الانتباه إلى أن “المقرر الخاص للأمم المتحدة الذي زار الجزائر مؤخرا في الفترة من 16 إلى 26 شتـنبر لم يفلت من الانتقام و​​ازدراء الرئيس الجزائري حيث يبدو واضحا أنه غير قادر على السيطرة على أعصابه ووزن كلماته عندما يتناول مواضيع حساسة للغاية تتعلق بالمصالح العليا للجزائريين”.

وأفاد المنبر نفسه في مقال ، أن “عبد المجيد تبون استخدم ألفاظا مهينة للغاية ضد مصر للتنديد باندماجها في نادي دول البريكس، في حين تم رفض ترشيح الجزائر من قبل نادي هذه القوى الناشئة، حيث قال تبون إن المصريين شعب فقير للغاية ويكافح من أجل إطعام نفسه، ومن هذا المنطلق، وفقًا لتبون، فإن مكانة مصر داخل دول البريكس ليس لها ما يبررها بأي حال من الأحوال، كما أن مؤشراتها الاقتصادية ليست أفضل على الإطلاق من الاقتصاد الجزائري لتصل إلى مؤشرات دول البريكس”.

لكن التعليقات الأكثر ضراوة، يورد المصدر ذاته، كانت مخصصة للإمارات العربية المتحدة، حيث اتهم الرئيس الجزائري خلال هذه المقابلة مع وسائل الإعلام الجزائرية “السلطات الإماراتية بالوقوف بشكل أساسي وراء استبعاد ترشيح الجزائر لعضوية البريكس، حيث تعتبر أبو ظبي الآن الشيطان بعينه، من وجهة نظر عبد المجيد تبون، الذي ذهب إلى حد اتهام الإمارات، أمام الصحفيين ورؤساء الصحافة المذهولين، بتحريض المغرب على شن عدوان عسكري على الجزائر من أجل إثارة حرب تخدم مصالح إسرائيل”.

وبخصوص المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وحرية تكوين الجمعيات، كليمنت نياليتسوسي فول، الذي قام بزيارة رسمية إلى الجزائر من 16 إلى 26 سبتمبر 2023، فقد قدر تبون أن هذا المسؤول الأممي “تم تحريضه من قبل لوبيات خارجية لزعزعة استقرار الجزائر بسبب حبس الصحفي القاضي إحسان، أحد مثيري الذعر في نظام تبون”، وهو ما وصفه المنبر بكونه “اتهامات خطيرة للغاية من شأنها أن تثير استياء عاما داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حيث تم انتخاب الجزائر في 11 أكتوبر 2022”.

وخلص المنبر القريب من المعارضة الجزائرية، إلى أنه “بسبب زلاتها المتعددة التي يمكن أن تسبب خلافات حادة وتشويه سمعة الدولة الجزائرية، فإن مصالح القصر الرئاسي بالمرادية مترددة للغاية في التحقق من صحة بث المحتوى الكامل لتبادلات عبد المجيد تبون مع رؤساء القطاعين العام والخاص”، موردا أنه “من المحتمل جدًا ألا يتم بث أو نشر تسجيل هذه المقابلة الإعلامية أبدًا لتجنب فضائح سياسية حقيقية مع الدول والسلطات التي تتعرض لهجوم شديد من قبل عبد المجيد تبون المضطرب للغاية والذي لا يمكن السيطرة عليه”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x