نقابات وهيئاتٌ تعليمية تشُلُّ المدارس العمومية لأربعة أيام

أعلن عدد من الهيئات التربوية خوض إضراب وطني عن العمل لمدة أربعة أيام متتالية، وذلك في سياق الاحتجاجات المتواصلة للشغيلة التعليمية الرافضة للنظام الأساسي الجديد الذي صادقت عليه الحكومة.

تنسيق من 18 هيئة يشل المدارس 

وأعن التنسيق الوطني المكون من 18 هيئة تعليمية، الدخول في إضراب وطني  الأسبوع المقبل أيام 31 أكتوبر و1 و 2 نونبر 2023، فيما أضافت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب والتنسيقية الوطنية لهيئة التدريس، وهيئات أخرى، يوما آخر إلى أيام الإضراب الوطني إلى غاية 3 نونبر المقبل.

وتتخلل أيامَ الإضراب أشكالٌ احتجاجية مختلفة باختلاف الهيئات التي تتبناها، من وقفات أمام الاكاديميات الجهوية أو المديريات الإقليمية واعتصام إنذاري أمام وزارة التربية الوطنية وفق ما أعلنت عنه، الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب.

نقابة البيجيدي تخوض اعتصاما إنذاريا خلال الإضراب

ودعت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنميةـ إلى تجسيد إضراب وطني أيام 31 أكتوبر و 1 و 2 و 3 نونبر 2023، مع اعتصام إنذاري لمسؤولي ومسؤولات الجامعة مجاليا ووطنيا أمام وزارة التربية الوطنية يوم 1 نونبر2023.

واعتبرت نقابة “البيجيدي” أن خطوتها جاءت “في إطار تفاعل مع مستجدات الدينامية النضالية للشغيلة التعليمية، واستحضارا للاحتقان الكبير الذي تشهده المنظومة التربوية عموما، جراء إقدام وزارة التربية الوطنية على تمرير النظام الأساسي الجديد الذي لا يلبي الحد الادنى لمطالب الشغيلة التعليمية، وصم آذانها عن استيعاب دعوات ايقاف صدوره، قبل مصادقة المجلس الحكومي”.

وأعربت عن استنكارها “المطلق لسياسة صم الآذان التي تنهجها الحكومة والوزارة الوصية في التعامل مع الاحتقان الكبير الذي يشهده القطاع، وعدم التفاعل مع المطالب العادلة والمشروعة للشغيلة التعليمية”، مجددة “رفضها المطلق للنظام الأساسي ومقتضياته، واستنكارها لكل محاولات تلميع هذا النظام والترويج له بتمرير المغالطات والتلاعب بالأرقام”، مطالبة “الحكومة والوزارة الوصية بإلغاء النظام الأساسي وإعادته لطاولة النقاش، مع فتح حوار وطني شامل يشرك مختلف الفاعلين”.

“أساتذة الزنزانة 10” يطالبون باعتذار رسمي من الوزارة

وفي سياق متصل أعلنت التنسيقية الوطنية لأساتذة الزنزانة 10 أن الانخراط في إضراب وطني لأربعة أيام، وفق ما أعنته في بيان عنونته بـ”أسبوع الغضب الثاني”،

وأكدت الهيئة ذاتها أن خطوتهم جاءت “استحضارا للظرفية الحساسة التي تمر منها المنظومة التربوية من تراجعات واحتقان غير مسبوق”، مجددة رفضهما “المطلق للنظام الأساسي الذي وصفوه بالمشؤوم”، مطالبة “بسحبه الفوري وإعادة صياغته بما يضمن كرامة نساء ورجال التعليم وتلبية جميع المطالب المشروعة لكل الفئات والحفاظ على جميع المكتسبات، مع‏ اعتذار رسمي لنساء ورجال التعليم”.

رفاق موخاريق: إضراب لثلاثة أيام رفضا لنظام المآسي

ودعا الاتحاد المغربي للشغل من خلال المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لوائه  بطنجة اصيلة، الشغيلة التعليمية بالإقليم إلى خوض إضراب إنذاري لثلاثة أيام:31 أكتوبر و1 و2 نونبر 2023.

موردا أن ذلك على إثر الاحتقان غير المسبوق الذي تشهده الساحة التعليمية على المستوى الوطني بسبب انفراد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتمرير ما أصبح يعرف بنظام المآسي، وفرضه كأمر واقع، بالرغم من كونه لا يستجيب لتطلعات ومطالب الشغيلة التعليمية التي عمرت لسنوات طويلة”.

 التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم بالمغرب: خطوات تصعيدية غير مسبوقة

وأعلنت التنسيقية الموحدة لهينة التدريس وأطر الدعم بالمغرب انخراطها في الإضراب الممتد لأربعة أيام ابتداء من غد الأربعاء، معربة عن “رفضها التام والقاطع لمضامين النظام الأساسي الذي وصفته بالمجحف، ودعت الوزارة إلى الاستجابة للملفات المطلبية العادلة لجميع الفئات‏”.

مشددة على “المشاركة الفعلية ممثلي كافة الفئات المتضررة في صياغة مضامين نظام أساسي جديد، عادل، و منصف، و محفز للجميع”، محملة “الوزارة الوصية نبعات سياستها غير المسؤولة، والتنبيه على مغبة المساس بالحقوق الدستورية للعاملين في القطاع، وعلى راسها حفهم في الإضراب عن العمل مع تمتيعهم بكامل أجرتهم”، منبهة إلى أن “كل مساس بهذه الحقوق سيقابل بخطوات تصعيدية غير مسبوقة”.

أساتذة التعليم الثانوي يطالبون بزيادة 3 آلاف درهم في الأجور

في سياق متصل بدورها أعلنت التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي، في بيان تتوفر “آشكاين” على نظير منه،  عن خوض إضراب وطني أيام 31 أكتوبر و1 و2 نونبر 2023، مح وقفات بالمؤسسة ووقفات حاشدة أمام المديريات يوم الخميس 2 نونبر واستمرار الإضراب الجزئي بساعتين صباحا ومساء بقية الأسبوع”.

وأكدت التنسيقية المذكورة، في بيانها، على أن خطوتها جاءت “في سياق الاحتقان المتنامي الذي تعرفه الساحة التعليمية ودفاعا عن حقوق الشغيلة التعليمية ومكتسباتها، وبالنظر إلى تعنت الوزارة الوصية على القطاع، وإصرارها على نهج سياسة صم الآذان والهروب إلى الأمام بغية تفعيل مضامين النظام الأساسي الاستعبادي”.

وطالبت التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي الوزارة بـ”الالتزام باتفاق 26 أبريل 2011 مع تفعيل قرار إحداث الدرجة الجديدة؛ ومراجعة الأرقام الاستدلالية بتفعيل مبدأ العدالة الأجرية داخل قطاع الوظيفة العمومية”، علاوة على مطالبتها “بالزيادة في الأجور بمبلغ 3000 درهم صافية كحد أدنى، وتخفيف الضريبة على الدخل إلى نسبة 15 بالمائة”.

هيئة المتصرفين تنضم للإضرابات

وانضمت التنسيقية الوطنية لهيئة المتصرفين المشتركة بين الوزارات العاملين بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى الإحتجاجات التي يخوضها رجال ونساء قطاع التعليم من أجل الضغط على الحكومة والوزارة الوصية للتراجع عن النظام الأساسي الجديد.

وقالت التنسيقية المشار إليها في بلاغ لها، إن النظام الاساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية الذي صادقت عليه الحكومة “أجهز على عدد من حقوق ومكتسبات فئة المتصرفين من خلال تراجعه عن بعض المهام التي كانت تسند للمتصرفين، وعدم مراعاة مهام وأدوار المتصرف المنصوص عليها في النظام الأساسي لهيئة المتصرفين المشتركة بين الوزارات، ولا المهام الحيوية الجسام التي يمارسها المتصرفون فعليا داخل القطاع”.

فيما قرر التنسيق الوطني المكون من 18 هيئة تعليمية، برمجت إضراب وطني آخر  أيام 7 و 8 و 9 نونبر 2023 مرفوقا بمسيرة وطنية بالرباط من البرلمان إلى مقر وزارة التربية الوطنية مصحوبا باعتصام جزئي أمام الوزارة يوم الثلاثاء 07 نونبر 2023.، مع الاستمرار في الوقفات الاحتجاجية خلال أوقات الاستراحة .

يأتي هذا في الوقت الذي يسود فيه الاحتقان بقطاع التربية الوطنية، منذ مصادقة الحكومة، يوم الأربعاء 27 شتنبر 2023، على مضامين مشروع مرسوم رقم 2.23.819 المتعلق بالنظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية،  والذي تضمن 98 مادة تطرقت إلى مختلف الملفات العالقة في قطاع التربية الوطنية، خاصة تلك المرتبطة  بالتعويضات المالية، والأساتذة أطر الأكاديميات، المعروفين إعلاميا بـ”الأساتذة المتعاقدين”، والعقوبات التأديبية التي تنتظر المخالفين لهذا النظام.

هذا الاحتقان تطور إلى شل المدارس، يوم 5 أكتوبر الجاري، وفي محطات أخرى،  ودفع التنسيقيات والهيئات المتضررة إلى التوحد في تنسيق وطني موحد يضم 18 هيئة تعليمية تشمل المتضررين من النظام الأساسي الجديد، متوعدين الوزارة بمزيد من التصعيد،