الرابور “ماييس” في قلب ملف عصابة خطيرة للقتلة المأجورين (تفاصيل)

عرفت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، مساء الثلاثاء، جلسة ماراتونية امتدت لساعات طويلة، كشفت خلالها معطيات مثيرة في ملف عصابة إجرامية وصفت بالأخطر خلال السنوات الأخيرة. ومن بين المتهمين البارزين في هذا الملف الرابور المغربي الفرنسي المعروف “ماييس”، الذي يتابع إلى جانب عدد من المتهمين بتهم ثقيلة تتعلق بمحاولات اغتيال وتصفية حسابات بين تجار مخدرات ينشطون على الصعيدين الوطني والدولي.

القضية التي يرتقب أن تهزّ الرأي العام المغربي تتعلق بتهم تتراوح بين محاولة القتل العمد، والاختطاف والاحتجاز، والضرب والجرح بواسطة السلاح، وتصدير المخدرات، وتكوين عصابة إجرامية، في شبكة تمتد خيوطها بين مدن مغربية وفرنسا، وتشمل علاقات مالية مشبوهة وحوالات مصدرها الخارج.

معطيات رقمية تورط المتهمين

التحقيقات التي باشرتها المصالح الأمنية، وفق ما عُرض في الجلسة، أسفرت عن العثور على مواد رقمية وصور وفيديوهات داخل هواتف المتهمين، توثق لعمليات اعتداء وتخطيط لجرائم خطيرة. كما تبين من فحص هاتف المتهم الرئيسي “مراد ل.” وجود محادثات حول شراء أسلحة نارية، من بينها مسدس من نوع “غلوك 17”، وأخرى تتحدث عن تصفية خصوم في عالم المخدرات.

وفي تفاصيل القضية، اعترف “مراد ل.” لدى الضابطة أنه تلقى تكليفاً من الرابور “ماييس” عبر شخص يدعى “عثمان” لتنفيذ عملية انتقام ضد شخص يُدعى “يونس”، وذلك عبر اختطافه وتعذيبه في انتظار عودة الفنان من فرنسا لتصفيته شخصياً. وتعود أسباب الخلاف إلى ابتزاز “يونس” للرابور بطلب مبلغ 800 ألف أورو ونصف عائدات إحدى حفلاته، ما أدى إلى اعتداء جسدي عليه في فرنسا بعد رفضه الدفع، وهي التهم التي أنكرها “ماييس” بشدة أمام المحكمة رغم مواجهته باعترافات المتهمين.

تهم ثقيلة وأموال مشبوهة

ويواجه المتهم الرئيسي “مراد ل.” تهماً ثقيلة تشمل تكوين عصابة إجرامية، ومحاولة القتل العمد، والاختطاف والاحتجاز، والضرب والجرح بالسلاح مع سبق الإصرار، وحيازة أسلحة بدون مبرر قانوني، وتصدير المخدرات والاتجار فيها على الصعيد الدولي. وكشفت التحقيقات أنه كان وراء محاولة اختطاف والاعتداء على “يونس” في مراكش بعد ترصده داخل سيارة من نوع “Audi”، قبل أن يتمكن الضحية من الفرار.

التحريات قادت إلى توقيف “مراد ل.”، ثم الرابور “ماييس” الذي تم اعتقاله فور دخوله المغرب على متن طائرة خاصة من دبي نحو مطار الدار البيضاء، فيما تم توقيف متهمين آخرين بمدينتي طنجة ومراكش، بعضهم حاول تزوير وثائق رسمية كـ “شهادة سكنى” لتضليل السلطات.

تصفية حسابات البارونات مقابل أجر

واعترف “مراد ل.” أمام الضابطة القضائية بارتباطه بعالم المخدرات، مؤكداً أنه كان يتوسط في عمليات تصفية حسابات بين “بارونات” كبار، من ضمنهم قريبه الذي سبق أن أدين في قضية تهريب دولي للمخدرات، والذي يمتلك فيلا بمراكش تفوق قيمتها أربعة ملايين درهم، وعدداً من السيارات الفارهة، وأملاك أخرى تم الحجز عليها سابقاً في ملف منفصل يتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات.

أما خليلة “مراد ل.” المدعوة “إيمان ض.”، فقد تم العثور بحوزتها على مبالغ مالية كبيرة وحوالات بنكية من الخارج، زعمت أنها من نشاطها في مجال الخياطة، لكن التحقيقات بينت ارتباط تلك الأموال بمعاملات مشبوهة. كما تبين امتلاكها لسيارة فاخرة من نوع “BMW”، قالت أن المتهم الرئيسي هو من اشتراها لها.

وتشمل لائحة المتابعين كل من “ش.ع”، “ك.أ”، “ل.م”، “س.و”، “ل.ط”، “ا.م”، و“ز.م”، الموجهة إليهم تهم متعددة، منها تكوين عصابة إجرامية، ومحاولة القتل العمد، وحيازة أسلحة دون سبب مشروع، وزراعة القنب الهندي والاتجار في المخدرات على الصعيد الدولي، والتحريض على ارتكاب جنايات، وتزوير وثائق عرفية وإدارية، والإرشاء والتوصل إلى وثائق بطرق غير قانونية.

الجلسة الماراتونية انتهت بتأجيل الملف من أجل الاستماع لمرافعات الدفاع وممثل النيابة العامة، وسط إجراءات أمنية مشددة في واحدة من أكثر القضايا إثارة أمام جنايات طنجة خلال السنوات الأخيرة.