لماذا وإلى أين ؟

معارك الصحراء: معركة الرّغَيْـوَة؛ عندما أسَرَت المقاومة ضابطا فرنسيا وسلمته للملك محمد الخامس

يسر جريدة “آشكاين” الرقمية أن تضع بين يدي قرائها الكرام سلسلة رمضانية جديدة عن الأقاليم الجنوبية، من خلال التطرق إلى ما شهدته الصحراء المغربية من معارك طاحنة خاضتها المقاومة الصحراوية ضد المستعمر من أجل إعادة تراب الصحراء إلى حوزة الوطن، من خلال برنامجكم الرمضاني “معارك الصحراء”.

وسنحاول في هذه السلسلة الرمضانية أن ننبش في تاريخ ذاكرة المقاومة الصحراوية ضد المستعمر، من خلال تناول أهم المعارك التي خاضها أبناء المناطق الجنوبية دفاعا عن الوحدة الترابية للوطن، مستندين إلى شهادات باحثين ومهتمين من أبناء المنطقة.

وسنتطرق في الحلقة السادسة من سلسلة “معارك الصحراء“،  إلى “معركة الرّغَيْـوَة”، والتي شارك فيها 40 من عناصر جيش التحرير، حيث استطاعت المقاومة أسر ضباط صف فرنسي وسملته للملك الراحل محمد الخامس.

تاريخ وموقع المعركة

وقال قـيّـم فضاء الذاكرة التاريخية بالدشيرة جهة العيون الساقية الحمراء، مصطفى الحمري، إن معركة الرّغَيْـوَة هي إحدى معارك جيش التحرير التي وقعت في شهر نونبر 1956 بمنطقة جبل الرّغَيْـوَة جنوب شرق السمارة بحوالي 100 كيلومتر”.

وأوضح الحمري، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هذه المعركة قادها كل من ناضل الهاشمي، وميارة علي بويا، ودارت وقائعها بمنطقة صعبة لا يعرف تضاريسها إلا أهل المنطقة، وهي منطقة تقع بين تندوف وبير أم كرين”.

موردا أن “التاريخ يشهد على شهامة وبطولة أبناء السمارة الذين خلدوا صفحات مشرقة من الجهاد الوطني وتجلى آنذاك في المعارك الخالدة في تاريخ المقاومة التي خاضوها في صفوف جيش التحرير في مناطق متعددة تابعة لهذا الإقليم كالرّغَيْـوَة ووادي الصفا وروضة سيدي أحمد العروسي وروضة الحاج احمر اللحية، وغيرها من المعارك”.

القضاء على فيلق وأسر ضابط فرنسي

وأشار إلى أن “معركة الرّغَيْـوَة شارك فيها حوالي 40 مقاتلا مجاهدا معظمهم من قبائل الصحراء ولم يصب أي مقاوم منهم بأذى، حيث تمكن أعضاء جيش التحرير في هذه المعركة من القضاء على فيلق بأكمله من الفرنسيين والأفارقة السود، كما غنم المقاومون عددا من الذخائر والأسلحة، وأسروا ضابط صف فرنسي سلمته قيادة جيش التحرير إلى جلالة الملك المغفور له محمد الخامس”.

محطة تاريخية هامة

وأكد الحمري على أن “أولى المعارك التي وقعت في هذه المنطقة، كانت هي منطقة الرّغَيْـوَة، أوائل 1956، والثانية في  13 فبراير 1957″، حيث وتشكل معركة الرّغَيْـوَة محطة تاريخية هامة ومنطلقا لسلسة من المعارك البطولية التي خاضها أبناء الإقليم”.

وخلص إلى أن “شهادات حية للمشاركين في هذه المعركة، المنتمين لإقليم السمارة والعيون، تفيد بأنه حينما ضاعف جيش التحرير من عملياته ضد المستعمر ووسع عملياته بإحداث مركز لطلائع جيش التحرير، قامت القوات الفرنسية، بعدما ضاقت ذرعا بمن هذ النشاط البطولي، (قامت) بمحاولات بائسة لضرب هذه المواقع مما أدى إلى نشوب معركة ثانية بمنطقة الرّغَيْـوَة وهي التي أشرنا إليها سلفا”.  أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

الحلقات السابقة:

“معارك الصحراء”: معركةُ الدشيرة..حينما سحقت المقاومة 600 جندي إسباني و سلبتهم عتادا متطورا

“معاركُ الصحراء”: معركةُ العركوب البطـــولية

“معارك الصحراء”: معركة لَكْلاتْ التي أسقطت فيها المُقاومة طائرة المُستعمر

معارك الصحراء: معركة تافودارت الأولى..نجاةُ المقاومة من قصف جوي لعشر طائرات إسبانية

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
30 مارس 2023 15:15

لقد اهتم النظام بالقضايا الدبلوماسية والعسكرية في تامين التراب المسترجع من يد الاسبان بشكل خاص، ولم يهتم بالارشيف وبالداكرة، التي تسجل درجة الالتحام والارتباط الحاصل بين قبائل الصحراء ومركز القرار في الرباط، الشيئ الذي سهل عل خصوم المغرب محو هذه الملاحم من الداكرة وتعويضها بتاريخ مزور حتى لا تصل الى الاجيال الصاعدة من ابناء الصحراء او يعرف حقيقتها حتى ابناء شمال افريقيا الشرفاء، بما فيها الجزائريين.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x