لماذا وإلى أين ؟

أزرف ن تمغارت تمازيغت: العنف الزوجي

سلسلة “أزرف ن تمغارت تمازيغت” هي نافذة تمكن قراء وزوار الصحيفة الرقمية “آشكاين” التعرف على قيمة وأهمية المرأة لدى الأمازيغ في كل مناحي الحياة، إن على المستويات الإجتماعية؛ الثقافية، الإقتصادي وحتى السياسية، كما أنها (السلسلة) مناسبة للتطرق للنقاش الدائر اليوم حول إصلاح مدونة الأسرة بمنظور أمازيغي يتأسس على العرف الذي كان ينظم مجمتع القبائل المغربية الأمازيغية.

أزرف ن تمغارت تمازيغت: الحلقة 4 .. العنف الزوجي

من المواضيع الهامة التي تثار في كل مرة في المجتمع المغربي؛ خاصة في فترة تعديل القوانين، كالتي نعيشها اليوم بتعديل مدونة الأسرة بعد عشرين سنة من تنزيلها، موضوع العنف الزوجي؛ خاصة ما يتعلق بتعنيف بعض النساء من طرف بعض الرجال.

وحيث أن هذا الموضوع يصعد إلى سطح الأحداث المجتمعية في المغرب بين تارة وأخرى، ولأنه أصبح يتداول اليوم في ظل تعديل مدونة الأسرة كان لزاما العودة إلى الأعراف التي كانت تنظم القبائل الأمازيغية حتى نطلع على تجربة أجدادنا في معالجة هذه الظاهرة.

المفكر أحمد عصيد

يقول المفكر أحمد عصيد، إن العنف ضد المرأة آفة اجتماعية حقيقية في بلادنا، لأنه في تصاعد مستمر، وكلما قمنا بتعديل القوانين لصالح النساء تزايد العنف وتضاعف، ويرجع السبب الحقيقي إلى العقلية الذكورية السائدة التي تعتبر أن مكان المرأة تحت الوصاية، وأن مهمتها خدمة الرجل الذي هو في المركز، وكلما كانت مخالفة لهذه الصورة كلما عرضت نفسها للعنف والانتقام، وهذا معناه أنه لا جدوى من القوانين بدون تغيير العقليات عبر التربية والتحسيس والتأطير، وتقديم النموذج والمثال من ثقافتنا الأمازيغية الأصيلة، عوض تبني آراء فقهية تحرض على العنف ضد النساء وتقوم بشرعنته، واعتباره “تأديبا” للنساء يقوم به الرجل الذي يتولى هذه المهمة، باعتباره حسب هؤلاء أوفر عقلا وعلما ومعرفة، وبهذا يتم هدم جهود الدولة في محاربة العنف ضد المرأة، بسبب أن النموذج الذي استقر في عقول الناس من خلال التربية الفاسدة هو النموذج الذي أرساه الفقه الإسلامي الذي يعود إلى قرون طويلة، والذي تم اعتماده قبل سنوات فقط لإجهاض قانون محاربة العنف ضد المرأة وجعله خاليا من تجريم العنف والاغتصاب الزوجي، الذي يعتبره الفقهاء عنفا “حلالا”.

بينما يجهل الناس بأن في القوانين العرفية الأمازيغية المدونة، التي كانت معتمدة في العديد من المناطق، نجد تجريما صريحا للعنف بحيث يتم الحكم على من يعنف المرأة بدفع غرامة هامة عقابا له على لجوئه إلى هذا السلوك اللاإنساني، حيث نجد العقوبات في الأعراف الأمازيغية كلها عبارة عن غرامات، لأن العقوبات الجسدية كانت تعتبر عند الأمازيغ انتهاكا لحرمة الجسد البشري.

وتعكس مثل هذه الأعراف الأمازيغية احتراما كبيرا للمرأة التي هي عماد الأسرة والحياة الاجتماعية كلها، حيث فهم أجدادنا بأن تعنيف المرأة يفقدها الشعور بكرامتها ويجعلها تصاب بالإحباط، مما ينعكس سلبا على مردوديتها.

الحلقة 1: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإرث

الحلقة 2: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الولاية القانونية على الأبناء

الحلقة 3: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الأموال المكتسبة

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x