تفوح رائحة الموروث الثقافي الذي تكتنزه رمال الصحراء المغربية من بيوت أهلها، كلما أرخت ليالي رمضان سدولها على هاته الأراضي الزاخرة بتراث البيظان.
ألعاب شعبية وتقاليد وطقوس خاصة توارثتها أجيال من الصحراويين جيلا بعد جيل، تكشف عمق وتنوع الحضارة التي تزخر بها بلادنا، ما يجعل الزائر للجنوب المغربي يغوص في رحاب أجواء الحاضر التي تعود به إلى كنف الأجداد.
واختارت الجريدة الإلكترونية “آشكاين” أن تبسط سلسلة رمضانية لمجموعة من هذه التقاليد الصحراوية العتيقة التي تختزنها الأقاليم الجنوبية والتي يتميز بها شهر رمضان بالخصوص، من خلال حلقات برنامج “عادات صحراوية رمضانية”.
وسنتطرق في الحلقة السابعة من سلسة “عادات صحراوية رمضانية”، إلى إحدى الأكلات الشعبية الأكثر شهرة لدى عموم الصحراويين، والتي تستند إلى دقيق الشعير المجفف، ويزداد الإقبال عليها في سحور ليالي رمضان، أنها أكلة: بَـلْغْـمَان.
نمكونات الأكلة
حسب ما هو متعارف عليه لدى الصحراويين، فإن “أكلة بَـلْغْـمَان من الوجبات الرئيسية لدى سكان الأقاليم الصحراوية”.
ويتم تحضير البلغمان بمادة دقيق الشعير المجفف على النار، قبل طحنه ليصير ما يعرف المكلى، أو أمكلى، وفي مرحلة ثانية يتم وضع دقيق الشعير المجفف، والمطحون في أناء خاص يسمى الكدحة، اى القدح.
بعد ذلك يمزج مسحوق دقيق الشعير المسخن والمجفف بالماء الساخن والسكر والقليل من الملح ، ثم يضاف إليه السمن الذي يطلق عليه الصحراويين اسم الدهن، أو الزبدة، وهناك من يفضل الودك، وهو عبارة عن شحوم سنام الجمل المذابة والمصفاة جيدا، أوزيت الزيتون.
طريقة التحضير
إقبال على الأكلة في رمضان
يلجأ الصحراويون إلى أكلة بلغمان في غالب الأحيان لتقيهم من الجوع والعطش على حد سواء، نظرا لما كان يعرفه المجتمع الصحراوي من ترحال في فترات في المناطق الصحراوية المعروفة باشتداد حرارتها.
وعلى غرار ذلك، يشهد شهر رمضان إقبال على تحضير وتناول هذه الوجبة الشعبية خلال وجبة السحور، وذلك لما فيها من فوائد صحية، ولدورها في مساعدة متناولها على مشقة الصيام طيلة النهار.
أحد الهيبة صمداني – آشكاين
الحلقات السابقة:
