لماذا وإلى أين ؟

أزرف ن تمغارت تمازيغت: تقسيم الشغل بين الرجل والمرأة

سلسلة “أزرف ن تمغارت تمازيغت” هي نافذة تمكن قراء وزوار الصحيفة الرقمية “آشكاين” التعرف على قيمة وأهمية المرأة لدى الأمازيغ في كل مناحي الحياة، إن على المستويات الإجتماعية؛ الثقافية، الإقتصادي وحتى السياسية، كما أنها (السلسلة) مناسبة للتطرق للنقاش الدائر اليوم حول إصلاح مدونة الأسرة بمنظور أمازيغي يتأسس على العرف الذي كان ينظم مجمتع القبائل المغربية الأمازيغية.

أزرف ن تمغارت تمازيغت: الحلقة 6 .. تقسيم الشغل بين الرجل والمرأة

من الموضوعات المطروحة على الساهرين على إصلاح مدونة الأسرة في الوقت الراهن، ما يتعلق بتقسيم الأدوار داخل البيت الزوجية بين الرجل والمرأة، وهو الموضوع الذي يخلق الجدل بين التيار الحداثي الذي يرى أن هناك “عدم توازن بين المهام المسندة إلى الزوجين” ويدعو إلى “تغيير العلقية الذكورية”، وبين التيار المحافظ الذي يرى في غالب الأحوال أن دور النساء يقتصر على “الأعمال المنزلية”.

ومن أجل الإسهام في هذا الموضوع، نسلط الضوء على دور المرأة الأمازيغية في مجتمعها والأدوار التي كانت تتقلدها مساواة بالرجال، وهو ما أشار إليه المفكر أحمد عصيد، الذي يرى أن الأسرة المغربية تجتاز اليوم مرحلة انتقالية تتلاشى فيها القيم القديمة القائمة على هيمنة الذكورة، دون أن تعوضها قيم حديثة إيجابية مبنية على المساواة وتقاسم المسؤوليات، مما خلق عدم توازن بين المهام المسندة إلى الزوجين خلال الحياة الزوجية، وذلك لأن خروج المرأة للعمل لم يعفها من مهامها القديمة داخل البيت، بل زادها عبئا على عبء.

المفكر أحمد عصيد

وتقدم الثقافة الأمازيغية بقيمها الأصيلة، وفق عصيد، منظورا متوازنا لتقسيم الشغل يقوم أساسا على التضامن والتعاون بين الجنسين، وعلى تقاسم للعمل يحرص على أن يتم إنجاز العمل الضروري بأفضل الأشكال دون أن يقع العبء على طرف دون آخر، وخاصة فيما يتعلق بالحياة الفلاحية ومواسم الحرث والحصاد والدراس وجني الثمار، حيث كان الرجال والنساء يعملون جنبا إلى جنب دون تمييز، وقد تجد الرجل يهيء الأكل في البيت بينما المرأة في الحقول، مما يدل على أن تقسيم الشغل لا يقوم على أي منظور تمييزي يفرق بين الجنسين، كما أن الاعتماد على النساء في كل الأعمال كان وراءه نظرة تقدير تعتبر المرأة قادرة على ممارسة كل الأعمال في الوقت الذي ما زلنا نسمع اليوم من يتحدث عن أن المرأة لا يمكنها ممارسة هذا العمل أو ذاك، اعتمادا على منظور فقهي متقادم يعود إلى أزمنة لا تطابق واقعنا المعاصر.

ومن تم وجب على الساهرين على مراجعة مدونة الأسرة الحالية؛ أن يعملوا على تقدير عمل المرأة اليوم بشكل موضوعي، وخاصة عملها داخل البيت الذي ينبغي تقييمه عوض اعتباره بدون أهمية، حيث ما زال البعض يعبر عنه بالصيغة المتداولة “المرأة ما خداماش جالسة فالدار”.

كما ينبغي تغيير العقلية الذكورية التي تعتبر العمل المنزلي للرجل حطا من كرامته، وذلك لتدارك الخلل الذي يجعل المرأة العاملة خارج البيت تتحمل عبئا مضاعفا يجعلها تعمل أيضا داخل البيت، مما يقتضي تقسيم العمل داخل البيت أيضا بين الزوجين.

الحلقة 1: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإرث

الحلقة 2: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الولاية القانونية على الأبناء

الحلقة 3: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الأموال المكتسبة

الحلقة 4: أزرف ن تمغارت تمازيغت: العنف الزوجي

الحلقة 5: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإجتهاد الفقهي في قضايا المرأة

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x