أزرف ن تمغارت تمازيغت: تعدد الزوجات
سلسلة “أزرف ن تمغارت تمازيغت” هي نافذة تمكن قراء وزوار الصحيفة الرقمية “آشكاين” التعرف على قيمة وأهمية المرأة لدى الأمازيغ في كل مناحي الحياة، إن على المستويات الإجتماعية؛ الثقافية، الإقتصادي وحتى السياسية، كما أنها (السلسلة) مناسبة للتطرق للنقاش الدائر اليوم حول إصلاح مدونة الأسرة بمنظور أمازيغي يتأسس على العرف الذي كان ينظم مجمتع القبائل المغربية الأمازيغية.
أزرف ن تمغارت تمازيغت: الحلقة 7 .. تعدد الزوجات
يشكل تعدد التزوجات أحد الموضوعات الخلافية التي أثير حولها النقاش بين التيارين الحداثي والمحافظ، ويراهن كل تيار على أن تتضمن مدونة الأسرة التي يتم تعديلها في الوقت الراهن بعض أو أغلب اقترحاته، حيث يطالب التيار الأول بمنع زواج الرجل بأكثر من امرأة؛ في ما يدعو التيار الثاني للإبقاء على الأمر كما هو عليه، سماح بشروط.
وفي سياق فتح ورش تعديل مدونة الأسرة في المملكة المغربية، لا ضير أن نطلع على العرف الأمازيغي حتى نعلم كيف كان أجدادنا يعالجون هذا الموضوع.
في هذا الإطار، يرى المفكر أحمد عصيد، أن من بين القضايا التي ما زالت تثير الاستغراب في مناقشة مدونة الأسرة، قضية تعدد الزوجات التي كان ينبغي إنهاؤها في الواقع منذ زمن غير يسير، فقد سبق لفقهاء مغاربة أن أشاروا إلى هذا الموضوع حتى قبل الاستقلال ومنهم علال الفاسي الذي كتب منذ نهاية الأربعينات من القرن الماضي نصا شجاعا ومتقدما يقول فيه إنه ينبغي منع تعدد الزوجات “منعا نهائيا” لما فيه من إضرار بالمرأة وتهديد لاستقرار الأسرة.
في أوساط المجتمع الأمازيغي القديم كان نظام العلاقات الأسرية يقوم على مركزية المرأة ودورها الرئيسي، مما جعل موضوع التعدد يبدو معرقلا للعلاقات الطبيعية داخل الأسرة، وقد عبرت الأمثال والأشعار الأمازيغية والحكايات الأمازيغية التقليدية عن مواقف رافضة كليا لهذه العادة السيئة التي كان يتم تكريسها في بعض المناطق بينما تختفي في مناطق أخرى، وذلك حسب تأثير العلاقات الإقطاعية القديمة التي أشاعها قواد وباشوات المخزن ضدا على تقاليد المجتمع القبلي.
وتعتبر “تاكنا” Takna كما تسمى في اللغة الأمازيغية مؤشرا على خلل في العلاقات الاجتماعية، بسبب دخول عنصر غريب عن النظام الأسري الطبيعي، ولهذا نجد الشاعر الكبير الراحل علي بيضني (من منطقة إسافن، دوار أمالو) يقول في إحدى منظوماته معبرا عن هذا الرفض الاجتماعي لتعدد الزوجات قائلا بنبرته الساخرة المعهودة وبمنطق الفلاح الواقعي:
“ⵜⴰⴼⵓⵏⴰⵙⵜ ⴰⵖ ⵉⵃⵜⴰⵊⵊⴰ ⵢⴰⵏ ⵎⵏⵏⴰⵡⵜ
ⵉⵎⵎⴰ ⵜⵉⵎⵖⴰⵔⵉⵏ ⵜⵓⴷⴰ ⵢⴰⵜ ⵉⵚⵍⵃⵏ”
بمعنى:
“إنما التعدد يكون جيدا في الأبقار
أما النساء فواحدة صالحة تكفي”.
هذا المنظور النقدي ساد في معظم المناطق الأمازيغية ليحد من ظاهرة التعدد ويجعلها تنحصر في حالات شاذة ونادرة ينظر إليها بسخرية، ولعل هذا ما حدث على صعيد المجتمع المغربي عامة حيث تم تقليص هذه الظاهرة السيئة بشكل كبير بفضل تحديث العلاقات الأسرية في المدن والأوساط الحضرية بعد عقود من الاستقلال، وكذا بفضل تمدرس الفتاة ومساهمتها في إعالة الأسرة مما أعطاها سلطة اقتصادية فرضت على الرجل احترامها.
أما التيار المحافظ الذي يعتنق الفقه التراثي القديم ويرفض النظر إلى الواقع المغربي المتحرك، كما يرفض الإقرار بانقلاب وضعية المرأة في المجتمع، فما زال يتمسك بمبررات واهية تدل على رفضه فكرة المساواة بين الجنسين، حيث من بين الحجج المهينة للمرأة القول بـ”مرض الزوجة الأولى”، وهو ما يجعلنا نستغرب بطرح السؤال: وماذا في حالة مرض الرجل؟ حيث يرى ضرورة تضحية المرأة وبقائها بجانب زوجها، عندئذ تفتضح العقلية الذكورية المتخلفة التي تعتبر أن الرجل في المركز والمرأة ثانوية وموجودة لخدمته.
لقد أعلنت أرقام رسمية بأن تعدد الزوجات لا يمثل سوى ٪0،24 بالمغرب، مما يعني أن المجتمع المغربي مقتنع بسلبية هذه الظاهرة التي تهدد “استقرار الأسرة” الذي يتبجح به المحافظون.
الحلقة 1: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإرث
الحلقة 2: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الولاية القانونية على الأبناء
الحلقة 3: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الأموال المكتسبة
الحلقة 4: أزرف ن تمغارت تمازيغت: العنف الزوجي
الحلقة 5: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإجتهاد الفقهي في قضايا المرأة
الحلقة 6: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تقسيم الشغل بين الرجل والمرأة
هذا هو الزي المغربي الحر.. لانريد زي دخيل اسود ظلامي.. من الشرق… اتمنى من كل نساء المغربي لا تفرط من زي بلدنا كالقفطان واللباس الامازيغي.. ارجوكن لباسنا هويتنا.. ..