لماذا وإلى أين ؟

أزرف ن تمغارت تمازيغت: تزويج الطفلات

سلسلة “أزرف ن تمغارت تمازيغت” هي نافذة تمكن قراء وزوار الصحيفة الرقمية “آشكاين” التعرف على قيمة وأهمية المرأة لدى الأمازيغ في كل مناحي الحياة، إن على المستويات الإجتماعية؛ الثقافية، الإقتصادي وحتى السياسية، كما أنها (السلسلة) مناسبة للتطرق للنقاش الدائر اليوم حول إصلاح مدونة الأسرة بمنظور أمازيغي يتأسس على العرف الذي كان ينظم مجمتع القبائل المغربية الأمازيغية.

أزرف ن تمغارت تمازيغت: الحلقة 8 .. تزويج الطفلات

من الموضوعات التي تثير النقاش في المجتمع المغربي؛ خاصة في مرحلة مثل هذه التي تشهد فتح ورش إصلاح مدونة الأسرة بعد عشرين سنة من التنزيل، ما يتعلق بتزويج الطفلات أو ما يعرف إعلاميا بـ”زواج القاصرات”؛ والذي تطالب عدد من الجمعيات الحقوقية بتجريمه؛ غير أن هناك من يرى بأن إلغاء زواج القاصرات وعدم السماح بتزويج من هن دون 18 سنة قد يؤدي إلى اللجوء إلى “زواج الفاتحة” الذي بذلت للدولة من قبل مجهودا كبيرا لإنهائه.

ومن أجل الإسهام في هذا النقاش، نسلط الضوء على العرف الأمازيغي حتى نرى كيف كانت بعض قبائل الأمازيغية تتعاطى مع هذا الموضوع الذي قسم المجتمع المغربي اليوم إلى قسمين، الأول مع والثاني ضد الظاهرة ويطالب بتجريمها.

المفكر أحمد عصيد

في هذا الإطار، يقول المفكر أحمد عصيد؛ إن تزويج الطفلات من الظواهر السلبية التي ما زالت عصية على الاقتلاع بسبب تغلغلها في منظومة العلاقات التقليدية سواء في البوادي أو المدن، وهي تعود أساسا إلى مراحل لم يكن فيها مفهوم “الطفولة” بالمعنى الحديث قد بزغ إلى الوجود، ولهذا كان ينظر إلى الطفلة من الناحية الجسمانية بمعيار الاستهلاك الجنسي، ولم تكن الثقافة الإسلامية التقليدية ومنها الفقه الإسلامي تعرف أي شيء عن النمو النفسي والعقلي للطفلات، ولهذا انتشر تزويج القاصرات بشكل كبير خاصة بعد أن عمل فقهاء المذاهب الأربعة على شرعنته انطلاقا مما ورد في صحيح البخاري الذي زعم في خبر أورده بأن النبي محمد تزوج عائشة في سن السادسة، ودخل عليها في سن التسع.

ولقد ظل الحال على ما هو عليه في الكثير من البوادي والمدن، باستثناء بعض المناطق القروية الأمازيغية التي تزدهر فيها الفلاحة، والتي تحتفظ فيها العائلات بالفتيات إلى سن متأخرة نظرا لحاجة العائلات إلى عملهن، وهي ظاهرة أخرى عكسية وسلبية، لأنها تحرم الفتيات من الزواج في السن المناسبة، وهكذا نجد مناطق مثل ورزازات وميدلت عرفت بتزويج الطفلات في سن مبكرة جدا، بينما ظلت الدولة في موقف سلبي إزاء هذه الظاهرة الخطيرة، التي تعرض الطفلات للعنف والطلاق المبكر ثم الضياع بسبب عدم أهليتهن لتحمل أعباء الأسرة قبل الأوان.

وقد استمر الوضع على حاله إلى أن بدأت الحركة النسائية المغربية تدق ناقوس الخطر حول هذا الموضوع، خاصة بعد أن بلغ تزويج الطفلات أرقاما قياسية بعد مدونة 2004، التي حددت سن الزواج في 18 سنة، تاركة استثناء يعطي القضاة سلطة تقديرية لتزويج قاصرات دون السن القانونية، ليصبح الاستثناء قاعدة بعد ذلك ويضيع مكسب تحديد سن الزواج.

واليوم سيكون على الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة إنهاء هذه الآفة عبر إلغاء السلطة التقديرية للقضاة وتجريم تزويج الطفلات دون السن القانونية. وتقديم توصية للدولة بإحداث المدارس ودور الطالبات في المناطق التي تحرم فيها الفتيات من الدراسة بسبب بعد المسافة وقلة ظروف التمدرس، مما يعرضهن للزواج المبكر.

الحلقة 1: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإرث

الحلقة 2: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الولاية القانونية على الأبناء

الحلقة 3: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الأموال المكتسبة

الحلقة 4: أزرف ن تمغارت تمازيغت: العنف الزوجي

الحلقة 5: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإجتهاد الفقهي في قضايا المرأة

الحلقة 6: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تقسيم الشغل بين الرجل والمرأة

الحلقة 7: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تعدد الزوجات

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x