أزرف ن تمغارت تمازيغت: صورة المرأة

سلسلة “أزرف ن تمغارت تمازيغت” هي نافذة تمكن قراء وزوار الصحيفة الرقمية “آشكاين” التعرف على قيمة وأهمية المرأة لدى الأمازيغ في كل مناحي الحياة، إن على المستويات الإجتماعية؛ الثقافية، الإقتصادي وحتى السياسية، كما أنها (السلسلة) مناسبة للتطرق للنقاش الدائر اليوم حول إصلاح مدونة الأسرة بمنظور أمازيغي يتأسس على العرف الذي كان ينظم مجمتع القبائل المغربية الأمازيغية.

أزرف ن تمغارت تمازيغت: الحلقة 13 .. صورة المرأة

نخصص حلقة اليوم للحديث عن مكانة المرأة لدى الأمازيغ وصورتها في الذهنية الأمازيغية؛ مقارنة مع وضعية المرأة اليوم في المجتمع المغربي، حيث إنه بلمحة بسيطة عن أعراف القبائل الأمازيغية نجد أن المرأة هي مركز الحياة بسبب إسهامها الكبير في مختلف المجالات.

في هذا الإطار، يقول المفكر؛ أحمد عصيد، “كما رأينا عند تطرقنا لموضوع تقسيم العمل في الثقافة والأعراف الأمازيغية الأصيلة، تشكلت صورة المرأة حسب الجهود التي تقوم بها داخل نظام الجماعة، وحسب مردوديتها، مما يفسر المرتبة التي احتلتها المرأة بوصفها مركز الحياة القبلية والأسرية عند الأمازيغ، الذين اعتمدوا نظاما “أميسيا” في القديم”.

لكن عندما نلقي نظرة على المجتمع المغربي اليوم، سوف نجد بأن الستة عقود الأخيرة من الاستقلال، بعد إرساء الدولة المركزية في المغرب، قد صنعت مجتمعا متأثرا إلى حد بعيد بالإيديولوجيات الدينية العابرة للقارات، والتي اعتمدتها السلطة نفسها من أجل تعميق خصائص التدين المشرقي المتشدد، ضدا على الثقافة الديمقراطية الحديثة، ولكن، وبشكل خاص، ضد قيم الثقافة الأمازيغية الأصيلة أيضا.

ولعل أهم ما يلاحظ خلال الستين سنة الأخيرة، هو أن وضعية المرأة قد تغيرت بشكل كبير، لكن دون أن تتغير النظرة الدونية إليها، فرغم التفوق الدراسي المثير للاهتمام، ورغم الكفاءة التي أبانت عنها الإناث في كل قطاعات الدولة، ما زالت العقلية الذكورية، بتأثير من الفكر الديني المتشدد، ومن بقايا العلاقات الإقطاعية القديمة، عاجزة عن تقدير أدوار المرأة والاعتراف بكفاءتها الموجبة لتعديل القوانين، حتى تصبح النصوص في مستوى ما تبذله النساء من جهود اليوم سواء في إعالة أسرهن أو في رفع إنتاجية المجتمع رغم كل الظروف الصعبة التي يعملن فيها.

الحلقة 1: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإرث

الحلقة 2: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الولاية القانونية على الأبناء