لماذا وإلى أين ؟

أزرف ن تمغارت تمازيغت: الوساطة الأسرية

سلسلة “أزرف ن تمغارت تمازيغت” هي نافذة تمكن قراء وزوار الصحيفة الرقمية “آشكاين” التعرف على قيمة وأهمية المرأة لدى الأمازيغ في كل مناحي الحياة، إن على المستويات الإجتماعية؛ الثقافية، الإقتصادي وحتى السياسية، كما أنها (السلسلة) مناسبة للتطرق للنقاش الدائر اليوم حول إصلاح مدونة الأسرة بمنظور أمازيغي يتأسس على العرف الذي كان ينظم مجمتع القبائل المغربية الأمازيغية.

أزرف ن تمغارت تمازيغت: الحلقة 9 .. الوساطة الأسرية

يرى العديد من الفاعلين الحقوقيين أن الغاية الأسمى من تعديل مدونة الأسرة هي خلق مناخ من التوافق الاجتماعي، مما سينعكس بشكل إيجابي على حياة الأطفال وتوازن الأسرة ككل، لذلك يطالبون بإنشاء مؤسسة للوساطة يرأسها أشخاص متخصصون في الوساطة الأسرية، ويكون الهدف منها المساهمة في ثبات الأسرة وعدم الوصول إلى الطلاق، خاصة أنه يُسجَل ضعفٌ فيما يتعلق بالصلح بين الأزواج.

المفكر أحمد عصيد

وبالنظر إلى العرف الأمازيغي في ما يتعلق بالوساطة من أجل ثبات الأسرة وعدم الوصول إلى الطلاق، نجد أن الأمازيغ في نظامهم العرفي تقاليد وعادات، تسمح، كما يقول المفكر؛ أحمد عصيد، للجماعة بالتدخل لتدبير الأزمات والنزاعات سواء بين الناس أو داخل الأسرة، حيث كان الأعضاء محميين جميعا داخل التنظيم القبلي، ومتساوين فيما بينهم، ولا يحظى أحدهم بامتيازات تجعله منزها عن الخطأ، نتحدث هنا عن نظام مؤسسة “أمغار” التقليدية وليس النظام الإقطاعي للقواد والباشوات التابعين للمخزن المركزي، والذين كانوا يبنون علاقتهم مع الناس على أساس القوة والعنف والظلم.

ويتميز نظام الوساطة سواء في العدالة العرفية أو داخل الأسرة بأنه يتولاه أشخاص وسطاء معروفون بالنزاهة والاستقامة بشهادة الجميع، كما يتميز بالتدرج كذلك، حيث يعتمد وسطاء من مختلف الأوساط يتناوبون على معالجة المشاكل على التوالي، فكلما فشل مسعى أحد الوسطاء تم العبور إلى الوسيط الموالي.

وتعتمد الوساطة منطق الحياد والموضوعية خشية التحيز إلى طرف ضد الآخر والوقوع في الظلم. ولهذا لم تكن هذه الوساطات التقليدية منحازة ضد المرأة الأمازيغية، بقدر ما كانت تتحرى العدل في حل المشاكل والحيلولة دون وقوع الطلاق، بينما للأسف نجد اليوم في القضاء المغربي تحيزا سافرا في الكثير من الحالات للرجل على حساب المرأة، حيث يقوم القضاء بجهد كبير لإخراج الرجل من الورطة التي يضع فيها نفسه في خلافه مع الزوجة. بينما في المجتمع القبلي الأمازيغي سابقا كان على الرجل أن يتقبل الحقيقة عندما تقال له من طرف الوسطاء، وأن يكون مستعدا لتصحيح سلوكه إذا كان هو مصدر الخطأ، وذلك لحكمة الوسطاء ونزاهتهم.

الحلقة 1: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإرث

الحلقة 2: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الولاية القانونية على الأبناء

الحلقة 3: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الأموال المكتسبة

الحلقة 4: أزرف ن تمغارت تمازيغت: العنف الزوجي

الحلقة 5: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإجتهاد الفقهي في قضايا المرأة

الحلقة 6: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تقسيم الشغل بين الرجل والمرأة

الحلقة 7: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تعدد الزوجات

الحلقة 8: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تزويج الطفلات

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x