لماذا وإلى أين ؟

عادات صحراوية رمضانية (11):  أَرَاحْ / هِـيـبْ (+فيديو)

تفوح رائحة الموروث الثقافي الذي تكتنزه رمال الصحراء المغربية من بيوت أهلها، كلما أرخت ليالي رمضان سدولها على هاته الأراضي الزاخرة بتراث البيظان.

ألعاب شعبية وتقاليد وطقوس خاصة توارثتها أجيال من الصحراويين جيلا بعد جيل، تكشف عمق وتنوع الحضارة التي تزخر بها بلادنا، ما يجعل الزائر للجنوب المغربي يغوص في رحاب أجواء الحاضر التي تعود به إلى كنف الأجداد.

واختارت الجريدة الإلكترونية “آشكاين” أن تبسط سلسلة رمضانية لمجموعة من هذه التقاليد الصحراوية العتيقة التي تختزنها الأقاليم الجنوبية والتي يتميز بها شهر رمضان بالخصوص،  من خلال حلقات برنامج “عادات صحراوية رمضانية”.

وسنتطرق في الحلقة الحادية عشر من هذه سلسة “عادات صحراوية رمضانية”، إلى إحدى الألعاب الشعبية الشهيرة التي تعتمد على القوة العضلية نسبيا، وتمزج بين السرعة والخفة والقدرة على التوازن والتفاعل مع بقية اللاعبين، إنها لعبة: أَرَاحْ المعروفة أيضا باسم “هِيبْ”.

نبذة عن لعبة أَرَاحْ

ويمكن تعريف لعبة أراح أو هيب على أنها من الألعاب الشعبية المألوفة لدى سكان الجنوب”، حيث أنها تعتمد على اللياقة والرشاقة والسرعة في الحركات.

ويمكن لعبها بأن يشكل مجموعة من الشبان أو الرجال تجمعا “كالحلقة”، يتوسطهم أحدهم، فيحاول كل واحد من المجموعة المحيطة به لمسه أو ضربه بأيديهم دون أن يمسه الآخر الموجود في وسط الحلقة.

من جانبه يحاول الشخص الذي يتوسط الحلقة أن يرد على المحيطين به بلمسهم برجله التي يظل يرفعها طيلة وجوده في الوسط، فإذا مس أحدهم صار الأخير هو من يتوسط الحلقة بدل الأول وهكذا.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

فيديو يوضح طريقة اللعب

لمحة أكاديمية

ويرى الباحث في التراث اللامادي الحساني، الدكتور بوزيد الغلى، أن “لعبة أراح من الألعاب الحركية، فهي بذلك تعد من الرياضات، لأن هناك تفريقا عند المتخصصين بين الألعاب والرياضات، فهذه اللعبة أقرب للرياضة من اللعب، وبالنسبة لي هي من الألعاب الحركية القريبة من الرياضة”.

موردا أن “الدليل على أنها لعبة رياضية، حسب ما أشرت له في مقالات فرنسية وندوات سابقة، وهناك جمعية في مدينة العيون اسمها “أراح طاي مودو” يرأسها العزيز، وهذه الجمعية قامت بتطوير هذه اللعبة، وهم استلهموا بعض الحركات من أراح، ولم تعد “طاي مودو” المعروفة العالمية”.

وأشار المتحدث نفسه، إلى أن “هذه الجمعية تقوم بعروض تعرّف بأراح، وفي نفس الوقت تبين أن لعبة أراح التقليدية يمكن أن نقتبس منها حركات رياضية”.

ولفت الدكتور الغلى، في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أن “لعبة أراح يمكن أن ندمجها في النسق الاقتصادي، بحيث يمكن أن ننشئ لها قاعات رياضية خاصة، كما هو الحال للعبة الشعبية “المطرك” في الجزائر”.

أصل التسمية

وأوضح المتحدث نفسه، بأن “لعبة أراح لها تسميات متعددة منها أراح دبلي وهيب، وهذه التسمية الأخيرة “هيب” ذكرها الشيخ محمد المامي في كتابه البادية مجموعة من الألعاب التي كانت تلعب، قائلا: أرى بحليتها جميعا وهي لا تخالف الشريعة”، مؤكدا أن “العقل الفقهي البدوي في الصحراء واكب  مجموعة من العادات والتقاليد”.

الحلقات السابقة

عادات صحراوية رمضانية (1): السِّيكْ

عادات صحراوية رمضانية (2): الهَـيْـلالـَة

 

عادات صحراوية رمضانية (3): مَـرْيَـاسْ

عادات صحراوية رمضانية (4): ظَامَا

عادات صحراوية رمضانية (5): كْـرُورْ

عادات صحراوية رمضانية (6): الدُّومِـيـنُـو

عادات صحراوية رمضانية (7): بَـلْغْـمَان

عادات صحراوية رمضانية (8): إفطار الصائم

عادات صحراوية رمضانية (9): اكْـبَـيْـبَـة

عادات صحراوية رمضانية (10): خميسة (فيديو)

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x