“مـعارك الصَّـحراء”: معركة السويحـات..عندما هاجَمت المُـقاومة الجيشَ الفرنسي على الحُـدود الجـزائرية

يسر جريدة “آشكاين” الرقمية أن تضع بين يدي قرائها الكرام سلسلة رمضانية جديدة عن الأقاليم الجنوبية، من خلال التطرق إلى ما شهدته الصحراء المغربية من معارك طاحنة خاضتها المقاومة الصحراوية ضد المستعمر من أجل إعادة تراب الصحراء إلى حوزة الوطن، من خلال برنامجكم الرمضاني “معارك الصحراء”.

وسنحاول في هذه السلسلة الرمضانية أن ننبش في تاريخ ذاكرة المقاومة الصحراوية ضد المستعمر، من خلال تناول أهم المعارك التي خاضها أبناء المناطق الجنوبية دفاعا عن الوحدة الترابية للوطن، مستندين إلى شهادات باحثين ومهتمين من أبناء المنطقة.

سنتطرق في الحلقة 20 من سلسلة “معارك الصحراء“،  إلى “معركة السويحات“، والتي شنت فيها المقاومة هجومين متتالين على مركز للمستعمر الفرنسي على الحدود الجزائرية كبدته خسائر كبيرة.

موقعها وتاريخها

يروي لنا قـيّـم فضاء الذاكرة التاريخية بالدشيرة جهة العيون الساقية الحمراء، مصطفى الحمري،  نقلا عن شهادات حية استقاها فضاء الذاكرة من المقاومين المشاركين في المعركة، أنها دارت في منطقة السويحات التي توجد في الحمادة شرق الزمول”.

وأفادت شهادات المقاومين أن “هذه المنطقة شهدت معركة دارت بين فرقة من جيش التحرير المغربي و فرقة من القوات الاستعمارية الفرنسية قدمت من مدينة الريصاني متجهة نحو تندوف مستعملة 11 شاحنة عسكرية تقودها اثنان من “لوند روفير”.

خطة المقاومة

وقد تمثلت خطة جيش التحرير المغربي في هذه المعركة في الانقسام إلى فرقتين، الأولى تتكون من 15 مواطنا أما الثانية فتتكون من 12 مواطنا”، حيث ‘شرعت الفرقة الأولى لجيش التحرير المغربي، المكونة من 12 مواطنا بقيادة حميد البخاري، في القتال ثم تدخلت بعد ذلك الفرقة الثانية المكونة من 17 مواطنا، التي نتج عن لتدخلها تدمير 3 شاحنات عسكرية وجيب و قتل طاقمها”، كما أن “هجوما نفذته المقاطعة السابعة على مركز عسكري فرنسي على الحدود الجزائرية، وذلك يوم 11 غشت 1956، وأسفر عن جرح بعض الجنود الفرنسيين”.

وأشارت شهادات المقاومين إلى أنه “في إطار تقوية صفوف جيش التحرير، قامت لجنة الاتصال وتقصي الحقائق بمبادرة مع المجندين في الجيش الفرنسي بالجزائر والمعروفون بقبائل “الشعانبة”، والذين يعتمد عليهم الجيش الفرنسي كمرشدين قصد الالتحاق بجيش التحرير المغربي، وقبلوا الفكرة على أن تمنح لهم فرصة الاشتراك في إحدى الهجومات ضد جيش التحرير المغربي، حتى يتمكنوا من الانفصال عن الجيش الفرنسي والالتحاق بصفوف جيش التحرير”.

وأفادت الشهادات أنه “بأمر من القيادة تقرر شن هجوم على قافلة المستعمر بمنطقة “السويحات”، مما مكن مجموعة “الشعانبة” من الفرار واللجوء بإبلهم إلى منطقة تدعى “حاسي مادي”، كما تم الاتفاق على ذلك، وبنفس الموقع باغتت قوات جيش التحرير فرقة من الجنود الفرنسيين القادمين من تندوف لإغاثة إخوانهم بمركز الزمول ومدهم بالمؤن والعتاد والدواء”.

الخسائر

وتكبد المستعمر خسائر في الأرواح والعتاد، كما غنمت المقاومة 6  قطع من السلاح الخفيف وكمية من المؤن و الأدوية، وفي جانب المقاومة، استشهد تسعة مقاومين حسب ما أدلى به المقاوم إبراهيم الليلي الذي كان مسؤولا بالمقاطعة التاسعة لجيش التحرير، نقلا عن بلال بن بوجمعة، الذي كان مسجونا لدى السلطات الفرنسية، وحمل الشهداء على ظهره وهم كلهم من قبيلة الرقيبات، ومن بينهم الشهيد عبد الله ولد خطاري ولد حمود” .