“معاركُ الصحراء”: معركة توجونيـن البيــظة..نجاةُ المُقاومة بأعجوبة من قصف طائرات فرنسية

يسر جريدة “آشكاين” الرقمية أن تضع بين يدي قرائها الكرام سلسلة رمضانية جديدة عن الأقاليم الجنوبية، من خلال التطرق إلى ما شهدته الصحراء المغربية من معارك طاحنة خاضتها المقاومة الصحراوية ضد المستعمر من أجل إعادة تراب الصحراء إلى حوزة الوطن، من خلال برنامجكم الرمضاني “معارك الصحراء”.

وسنحاول في هذه السلسلة الرمضانية أن ننبش في تاريخ ذاكرة المقاومة الصحراوية ضد المستعمر، من خلال تناول أهم المعارك التي خاضها أبناء المناطق الجنوبية دفاعا عن الوحدة الترابية للوطن، مستندين إلى شهادات باحثين ومهتمين من أبناء المنطقة.

سنتطرق في الحلقة 25 من سلسلة “معارك الصحراء“،  إلى “معركة توجونيـــــــن البيــظــــــــــة“، الواقعة في التراب المورتاني حاليا، والتي شنت فيها طائرات المستعمر الفرنسي غارات جوية كثيفة نجا منها عناصر المقاومة بأعجوبة، وكبدو المستعمر خسائر مادية مهمة.

روى لنا قـيّـم فضاء الذاكرة التاريخية بالدشيرة جهة العيون الساقية الحمراء، مصطفى الحمري،  نقلا عن شهادات حية استقاها فضاء الذاكرة من مقاومين أن “هذه المعركة وقعت عام 1957 حسب شهادة المقاوم الليه محمد، وهو محمد ولد أحمد ولد المختار الرقيبي الساعدي”.

وأفادت شهادة المقاوم المذكور، أن “منطقة توجونين تقع بالأراضي الموريتانية حاليا، حيث أغارت حينها على مقاتلي جيش التحرير القوات الفرنسية مدججة بالطائرات الحربية والقوات البرية، والتي كان عددها كبيرا جدا، بينما كان عدد أفراد جيش التحرير لا يتعدى 150 فردا”.

موردا أن “الحرب بدأت من الساعة العاشرة صباحا حتى الليل، وجرح من أفراد جيش التحرير فرد واحد بينما كانت خسائر العدو ضياع سيارة لنقل العتاد وجرح أحد القوات الفرنسية وقتل واحد”.

“وما إن أسدل الليل خيوطه”، يسترسل المصدر نفسه، “حتى انسحب أفراد جيش التحرير على أقدامهم، وكل فرقة لا تملك إلا جملا واحد حملوا عليه زادهم في اتجاه “كلتت بمبَ” في الاتجاه الشرقي من المنطقة في اتجاه منطقة “تكل”، التي ستشهد بدورها معارك ضارية ضد المستعمر الفرنسي”.