“معاركُ الصحراء”: معركة كلَـيْـب اشليح.. عندما منَع المُقاومون المواطنين من الهجرة لفرنسا

يسر جريدة “آشكاين” الرقمية أن تضع بين يدي قرائها الكرام سلسلة رمضانية جديدة عن الأقاليم الجنوبية، من خلال التطرق إلى ما شهدته الصحراء المغربية من معارك طاحنة خاضتها المقاومة الصحراوية ضد المستعمر من أجل إعادة تراب الصحراء إلى حوزة الوطن، من خلال برنامجكم الرمضاني “معارك الصحراء”.

وسنحاول في هذه السلسلة الرمضانية أن ننبش في تاريخ ذاكرة المقاومة الصحراوية ضد المستعمر، من خلال تناول أهم المعارك التي خاضها أبناء المناطق الجنوبية دفاعا عن الوحدة الترابية للوطن، مستندين إلى شهادات باحثين ومهتمين من أبناء المنطقة.

سنتطرق في الحلقة 21 من سلسلة “معارك الصحراء“،  إلى “معركة كلَـيْـب اشليح“، والتي وقعت قرب أم دريكة، وعرفت خلالها منع المقاومة للساكنة من الهجرة نحو فرنسا، بينما خلفت أقصاف المستعمر جروحا بليغة في صفوف المقاومة دفعتهم للجوء لطرق تقليدية لعلاجها كالاستعانة بشحم الإبل.

يروي لنا قـيّـم فضاء الذاكرة التاريخية بالدشيرة جهة العيون الساقية الحمراء، مصطفى الحمري،  نقلا عن شهادات حية استقاها فضاء الذاكرة من المقاومين المشاركين في المعركة، أن “هذه المعركة وقعت في أواخر سنة 1957 قرب منطقة أم دريكة”.

وحسب نفس الشهادات فقد “أمرت قيادة جيش التحرير المقاومين بمنع سكان المنطقة من الهجرة إلى فرنسا، فأصبحوا يمنعونهم من مغادرة البلاد، فبدأت القوات الفرنسية تبحث عن المقاومين وتقاتلهم، الشيء الذي نتجت عنه معركة كليب اشليح قرب أم ادريكة”.

وحسب تصريحات عضو جيش التحرير حمداني الخليل ولد اسويلم، المشارك في هذه المعركة، فإن “طائرة فرنسية غارت على مقاتلي جيش التحرير الذين كان عددهم أربعة أفراد وهم كل من: الخليل ولد اسويلم صاحب الذي وصف هذه المعركة، بوبكر ولد مومو ولد خندود، محمود ولد الصالح ولد البلال، وعمر ولد البيدي”.

وقد أصابت هذه الطائرة، يضيف المتحدث، “ثلاثة مقاتلين بجروح بليغة، وأدت إلى بثر الساعد الأيمن للمقاوم عضو جيش التحرير بوبكر ولد مومو ولد خندود وإصابته في رأسه، كما أدت إلى كسر الساق الأيمن للمقاوم محمود ولد الصالح ولد البلال وإزالة مخه،  وأصابت الطائرة أيضا عمر ولد البيدي في رجله برصاصة، وشهدت المعركة صمود المقاومين رغم قلة عددهم”.

ويحكي المقاوم في شهادته لفضاء المقاومة أنه “فيما يخص بوبكر ولد مومو ولد خندود، فقد قام بتطبيب يده بالطريقة التقليدية، حيث إن المجاهد سيد امحمد ولد الرشيد أمر المقاتلين بوضع شحم الإبل في قدر وطهيه ثم وضع اليد المبثورة فيه حتى يكف الدم عن النزيف، وهي عملية تدل على مهارة وشجاعة الرجل الصحراوي”.