أزرف ن تمغارت تمازيغت: الصداق

محـمـد دنيـــا الإثنين 25 مارس 2024 - 23:00

سلسلة “أزرف ن تمغارت تمازيغت” هي نافذة تمكن قراء وزوار الصحيفة الرقمية “آشكاين” التعرف على قيمة وأهمية المرأة لدى الأمازيغ في كل مناحي الحياة، إن على المستويات الإجتماعية؛ الثقافية، الإقتصادي وحتى السياسية، كما أنها (السلسلة) مناسبة للتطرق للنقاش الدائر اليوم حول إصلاح مدونة الأسرة بمنظور أمازيغي يتأسس على العرف الذي كان ينظم مجمتع القبائل المغربية الأمازيغية.

أزرف ن تمغارت تمازيغت: الحلقة 14 .. الصداق

ينبني التنظيم القانوني للأحوال الشخصية اليوم في المغرب أساسا على مبادئ مستمدة أغلبيتها من الشريعة الإسلامية، باستثناء بعض الأعراف التي تميز الأعراس والخطبة عند الامازيغ، والذي يطفى عليه الجانب الأخلاقي لتمثلاث الامازيغ واعتقاداتهم، كقيم إنسانية متوارتة عبر التنشئة الاجتماعية (تاوجا)، وهنا يسلط الناشط الأمازيغي؛ عمر إفضن، الضوء على مسألة الصداق لدى الأمازيغ.

فالمهر لدى الأمازيغ هو “أمرواس Amroias”، وهو ما يقدمه الزوج لزوجته إشعارا بالرغبة في عقد الزواج وإنشاء أسرة مستقرة وإتباث أسس المودة والعشرة بين الزوجين.

ويحدد الصداق عند الامازيغ على أساس قيمته المعنوية، وتتصرف فيه المرأة كما تشاء. ومن بين ما يتضمنه “امرواس” نصيب الفتاة من الإرث في الارض، حيث أن القانون العرفي عند الأمازيغ في تدبير الأرض يعتمد على حق “أزرف أنوزام”، حيث يتم مراعاة حقوق المرأة بأداء نصيبها من الإرث عبر “أمرواس Amroias” بحكم اعتماد القاعدة القانونية في العرف الامازيغي.

و”أنوزام” هو ما يسمى اليوم في الثقافة الشعبية “حد الصيم”، وهناك استثناءات أخرى مثل نصيب المرأة الأمازيغية “الشريفة” التي تسمى “تگرامت” بحيث لا يباع ولا يشترى ويبقى كأرض محجرة.

مجملا، نلاحظ أن العرب الأمازيغي مجال لتجميع القيم التي بدأنا تفقد بعضا منها نتيجة حصارها السياسي ودخول أفكار دخيلة تعمل على تآكل القيم دون إبداع بديل لها.

الحلقة 1: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإرث

الحلقة 2: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الولاية القانونية على الأبناء