لماذا وإلى أين ؟

العالمُ السفلي.. “اليطفتي” يكشفُ تكتيكات شبكات التهريب عبر درّاجات “الجيتسكي” 

“العالم السفلي”؛ سلسلة قصصية مشوقة، تفتح من خلالها “آشكاين” لقرائها الكرام نافذة لاستكشاف عالم تجارة المخدرات في شمال المغرب. 

من خلال هذه النافذة، تنقل الجريدة الإلكترونية “آشكاين” لمتتبعيها أحداث مشوقة من عالم التهريب الدولي للمخدرات بعضها ينبش تفاصيل ملفات معروف للعامة وبعضها خفي لا يعرفه إلا المقربون من العالم السفلي لتجارة المخدرات، إضافة إلى قصص أشخاص واكبوا وعملوا مع أكبر البارونات بمناطق الشمال والمغرب.

ضيفنا لهذه الحلقة، يفتح معنا ملف التكتيكات المبتكرة الجديدة لمهربي المخدرات والبشر، اللذين يتخلصون من المهاجرين، الذين يدفعون ما يصل إلى 2000 يورو لعبور المضيق إلى الضفة الإسبانية عبر دراجات مائية سريعة (جيتسكي)، في عرض البحر لإجبار دوريات البحرية على إنقاذهم حتى يتمكنوا من الفرار مع حمولة المخدرات.

إليكم القصة :

إن الضغط المستمر، الذي تقوم به قوات الأمن الإسبانية والمغربية لمدة عامين الأخيرين، يجبر تجار المخدرات في جنوب إسبانيا وشمال المغرب على إعادة الحسابات لمواصلة واختراع تكتيكات جديدة لإدخال الحشيش على طول الساحل الأندلسي، وإن كان بكميات أقل بكثير من الأطنان الذين اعتادوا عليها، إلا أنهم كثفوا العمليات.

ضيفنا لهذه الحلقة، الذي طلب أن ندعوه “باليطفتي” لا غير، قال إنه على الرغم من أن أدوات مهربي المخدرات الرئيسية لا تزال عبارة عن قوارب “الزودياك” السريعة، إلى أن بعض منظمات الاتجار بالبشر اتخذت طريقا بديلا وتجارة إضافية. يستخدمون الزلاجات النفاثة القوية (جيتسكي) للذهاب إلى أعالي البحار أو إلى الشواطئ المغربية لتحميل عدة حزم من الشوكولاتة (الحشيش)، ثم يعودون عبر المسالك البحرية نحو إسبانيا، كما يغادر البعض مباشرة من المغرب نحو سواحل إسبانيا.

هذه الطريقة في الاتجار ليست جديدة، فقد تم استخدامها من قبل، لكن بنسبة أقل كون الدراجات المائية لا تستطيع نقل حمولة كبيرة، لكن الصعوبات التي يتعين على المهربين المرور منها لإحضار كميات كبيرة من المخدرات على متن قوارب “الفانطوم” أو الزودياك، ومع إغلاق ساحل قادس أمام تهريب المخدرات من طرف المصالح الأمنية، تكثف شبكات التهريب وصول دراجات الحشيش، خاصة عند اقتراب فصل الصيف.

لكن استراتيجية تجار المخدرات تذهب إلى أبعد من ذلك في بعض المناسبات، أوضحت مصدرنا، أن عصابات التهريب تستغل أيضا الرحلة إلى المغرب للإتجار بالبشر، بالإضافة إلى الحشيش، وتم بالفعل تسجيل حالات لمهاجر غير نظامي كان على متن دراجة مائية. “إنها طريقة لجعل الرحلة مربحة أكثر”، كما يقول “اليطفتي”.

خلال فصل الصيف، يتم أسبوعيا تسجيل وصول حوالي 12 دراجة مائية محملة بالحشيش إلى نقاط مختلفة على ساحل قادس وملقة. وهذا الرقم الذي يتم رصده على رادارات الحرس المدني الإسباني فقط، ويقوم بعضهم أيضًا بنقل المهاجرين، الذين لديهم طريقتان للدفع مقابل الرحلة. يدفعون ما بين 1000 و 2000 يورو، أو يحملون حزمة من الحشيش على ظهورهم ويقفزون في البحر ويحملونها إلى الشاطئ. وبعد تسليم البضائع إلى الزبناء، يعتبر تجار المخدرات أن الدين قد تمت تسويته.

“اليطفتي” يقول إنه شارك في بعضٍ من هذه الرحلات، آخرها كانت باستعمال ثلاث زلاجات مائية نفاثة قوية قبالة ساحل طريفة في قادس. غادرنا من منطقة “بونتا سيريس”، وهي جزيرة مغربية تقع غرب سبتة لا يعرفها الكثيرون، احتمينا بين المنحدرات والخلجان الصخرية هناك. وليلا قمنا بإنزال المهاجرين وتسليم كل منهم حزمة حشيش، يقومون بربطها إلى خصرهم ويسبحون بها إلى الشاطئ، ذلك يجعل من الصعب اكتشافهم من طرف الرادارات، وإن قبض عليهم فلا بأس الخسارة ليست كبيرة. بينما اذا تم حجز الدراجات المائية الخسارة أكبر. فتكلفتها تصل إلى 25 ألف يورو وتصل إلى 140 كيلومترًا في الساعة في البحر، والرحلة على متنها لا تستغرق أكثر من 25 دقيقة لعبور المضيق.

يضيف المصدر، أن في مثل هاته الرحلات، إذا تم رصدهم ومطاردتهم بمروحية مراقبة الجمارك أو الحرس المدني الإسباني أو البحرية المغربية، فلا يتردد سائق الدراجة في ركل المهاجر رفقته وإلقائه في البحر. هذا هو السبيل لتجنب الاتهام بالاتجار بالبشر اذا قبض عليه، كما في مثل هذه الحالات، تختار قوات الأمن دائما إنقاذ حياة المهاجر بدلاً من الإستمرار في ملاحقة المهرب.

وهذه ليست الوسيلة الوحيدة التي استحدثها مهربو المخدرات في الأشهر الأخيرة، نظرًا للصعوبة الملحوظة التي تواجهها العصابات لإدخال المخدرات عبر الأندلس.

مصدرنا يقول “إن أصحاب قوارب المخدرات ، نظرًا لأنهم يواجهون صعوبة بالغة في التفريغ على الساحل وتخزين البضائع بعض تهريبها. خاصة بعد العمليات الأخيرة في المغرب وإسبانيا التي تضرروا فيها بشدة، فإنهم يرسلون أفرادهم للاختباء في أعالي البحار لأيام أو حتى أسابيع، ثم تأتي قوارب ويخوت ترفيهية فيتم تحميلها بست أو سبع حزم يتراوح وزنها بين 25 و 35 كيلوغرامًا ويعودون إلى الساحل.

 

الحلقة الثامنة : العــالمُ السفلي.. قصة هشام “إل شـاتيتو” أحد أمهر قائدي قوارب “الفانطوم”

الحلقة السابعة : العالــمُ السفلي.. قصة البارون “علي” أكبر مُورِد للمُخدرات بالمغرب و إسبانيا

الحلقة السادسة : العالمُ السفلي.. قصَّـةُ إقـلاعٍ فاشل لطائرة محملة بالمخدرات بعد اصطدامها بشاحنة بطنجة

الحلقة الخامسة : العالمُ السفلي.. قصَّــةُ تهريب مُلازم “لاس كاستانياس” من مستشفى “لا لينيا” إلى “مارينا سمير”

الحلقة الرابعة : العالمُ السفلي.. تفاصيلُ سُــقوطِ طائـرةٍ لتهريب المُخدِّرات بطنجة و القبض على ربانها الكولومبي

الحلقة الثالثة : العالمُ السفلي.. قصة “باتشو”من قِيادة قوارب “الفانطوم” إلى إمام مسجد

الحلقة الثانية : العالم السفلي.. عصابة “الشطونة” وشقيقه لتهريب البشر والحشيش

الحلقة الأولى : العالمُ السفلي.. هكذا خطط لتصفية النيني بواسطة قاتلٍٍ مأجـــور

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x