عائلات الصحراء: أهل عليات .. رفضت التجنيس الإسباني وشاركت في حركة الشيخ أحمد الهيبة

يسر جريدة “آشكاين” الإلكترونية  أن تضع بين يدي قرائها الأعزاء سلسلة تاريخية تتقفى أثر العائلات والأسر الصحراوية التي كان لها أثر بليغ في الصحراء المغربية، وذاع اسمها نظير ما بذلته في مجالات مختلفة من الحياة من خلال ركن  “عائلات الصحراء”.

سنتطرق في حلقة اليوم إلى عائلة أهل عليات الهصباوية، والتي عرفت بالقضايا السياسية أكثر من السياسية، وكانت من المشاركين في حركة الشيخ أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العنين نحو مراكش  إبان التدخل الفرنسي في المغرب، علاوة على أنها من الرافضين لسياسة التجنيس التي طرحها المستعمر الإسباني.

النسب

وأوضح أستاذ علم الاجتماع، بجامعة عبد الملك السعدي، المهتم بالتراث اللامادي الحساني، محمد شرايمي، أن “أسرة أهل عليات سميت بهذا الإسم نسبة إلى الشيخ عليات بن مبارك بن علي بن بلقاسم بن علي بن بوجمعة بن داوود بن ياسين بن علي بن عمر الدليمي”.

وأكد شرايمي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “أسرة أهل عليات من الاسر العريقة بقبيلة اصبويا، إذ حل أجدادها بالمنطقة إبان تشكل القبيلة (قبيلة اصبويا)، وهي من أصول دليمية”.

علاقتها بالسياسة والمخزن

ولفت الانتباه إلى أن “صيت الأسرة ذاع خلال القرن التاسع عشر، والقرن العشرين، حين تملكت الأرض واحتلت المراكز القيادية بالقبيلة”.

وأفاد شرايمي أن “الأسرة عرفت بالقضايا السياسية التي كانت تهم المنطقة أكثر مما عرفت بالمجال الديني والاقتصادي، حيث ربطت علاقات مع المخزن تمثلت في العديد من الرسائل السلطانية”.

وأشار إلى أن “أول قائد على قبيلة أصبويا ينتمي إلى أسرة أهل عليات، وهو الحسن بن الشيخ عليات الحافي الياسني العلي عمر، نسبة الى إد علي وعمر الدليمية، الهصباوي، المولود سنة 1230 هجرية بقرية الحوافي بنفس القبيلة”.

المقاومة ضد المستعمر

وأردف أن “صيت أهل عليات ذاع كذلك بالمنطقة الجنوبية الغربية للمغرب، بسوس والصحراء، حيث انتماؤها للف كزولة بسوس ومساندتها للف ايت بلا بتكنة، إذ حاربت الأسرة التدخل الإنجليز خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر بمرسى اركسيس، المتمثل في التاجر الإنجليزي جيمس كورتيس (Curtis).”.

وأضاف أن “الأسرة شاركت، ممثلة في  القائد البشير بن القائد الحسن، في الجهاد مع حركة الشيخ أحمد الهيبة بن ماء العينين إلى مراكش إبان التدخل الفرنسي في المغرب، كما وقفت ضد التدخل الفرنسي في ايت باعمران خلال العشرية الثانية من القرن العشرين  سنة 1917”.

وتابع شرايمي الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن الأسرة “لعبت دورا هاما في اتفاقية ثلاثاء الاخصاص مع الفرنسيين ، ودخلت في علاقات سياسية مع الإسبان بسبتة وتطوان وطرفاية، وكان لها دور كبير في اتفاقية امزدوغ بسدي افني سنة 1934 م مع الاسبان”.

ولفت الانتباه إلى أنها “رفضت بعض سياسات الاحتلال الإسباني بمنطقة ايت باعمران، وخاصة عملية التجنيس سنة 1947، الشيء الذي أدى بها إلى تزعم حركة المقاومة ضد المحتل”.

وخلص إلى أن “الاسرة استمرت بعد استقلال المغرب في احتلال مكانتها السياسية، من خلال ترأس جماعة قبيلة اصبويا  سنة 1962، وتقلد مناصب السلطة من خلال احد أبنائها المسمى الحسان بن محمد بن البشير، في مجموعة من الجماعات الترابية”.