لماذا وإلى أين ؟

أزرف ن تمغارت تمازيغت: المجتمع الأميسي

سلسلة “أزرف ن تمغارت تمازيغت” هي نافذة تمكن قراء وزوار الصحيفة الرقمية “آشكاين” التعرف على قيمة وأهمية المرأة لدى الأمازيغ في كل مناحي الحياة، إن على المستويات الإجتماعية؛ الثقافية، الإقتصادي وحتى السياسية، كما أنها (السلسلة) مناسبة للتطرق للنقاش الدائر اليوم حول إصلاح مدونة الأسرة بمنظور أمازيغي يتأسس على العرف الذي كان ينظم مجمتع القبائل المغربية الأمازيغية.

أزرف ن تمغارت تمازيغت: الحلقة 18 .. تربية المجتمع الأميسي

في المقارنة مع الوضع المغربي الحالي الذي يصفه البعض بـ”المجتمع الذكوري” حيث تكون السلطة في مختلف المجالات للرجل، نجد في الأعراف الأمازيغية المغربية أن المرأة هي التي كانت في مركز الحياة الإجتماعية، الإقتصادية والسياسية، ويوصف المجتمع الأمازيغي بأنه مجتمع “أميسي” أو “أمومي”، حيث تكون فيه السلطة للمرأة، سواء في الفضاء الأسري أو الاجتماعي أو السياسي.

في هذا الإطار، يؤكد المفكر أحمد عصيد، أنه في التقاليد والأعراف الأمازيغية نجد أن المرأة في مركز الحياة الاجتماعية لما كانت تقوم به من أدوار كبيرة تغطي كل مناحي الحياة الفلاحية في التنظيم القبلي، وقد انعكس هذا حتى على معجم اللغة الأمازيغية حيث ينسب الأطفال إلى الأم وليس إلى الأب كما في القول “ڭما” gwma أي أخي من أمي، و “أولتما” ultma أي أختي من أمي.

المفكر أحمد عصيد

كما سميت المرأة في اللغة الأمازيغية “تامغارت” وتعني الرئيسة أو القائدة، مما يدل على أن المجتمع الأمازيغي كان في العصور القديمة مجتمعا “أميسيا”، وأنه بتأثير المرحلة الإسلامية والفقه الذكوري تحول إلى مجتمع أبوي بالتدريج.

وقد أظهرت العديد من الدراسات الأركيولوجية والأنثروبولوجية مركزية المرأة في العلاقات الاجتماعية وحتى في العمليات الحربية منذ القديم لدى الأمازيغ.

هذه المكانة جعلت المرأة تتولى شؤون أطفالها بنفسها نظرا لاضطرار الرجل إلى ممارسة أعمال كثيرة بعيدا عن أسرته، مما جعل الأطفال في جميع حاجاتهم يعتمدون على الأم، بما في ذلك تمدرسهم في الكتاب القرآني وتلقي عملية الختان حيث تتكلف الأم في كثير من الأحيان بالاتصالات بنفسها، كما تقوم بإكسابهم كل مبادئ العيش داخل الجماعة من تقاليد وعادات حتى تمكنهم من الاندماج داخل مجتمعهم المحلي، ولم يكن احد ينكر عليها ذلك لأنه كان من صميم ثقافة المجتمع القبلي وأعرافه.

ويدل ما سبق على أن المجتمع الأمازيغي القديم لم يكن يعتبر المرأة ناقصة عقل أو ضعيفة الشخصية أو لا خبرة لها ولا يجوز لها مخالطة الرجال، فهذه الاعتبارات جميعها كرسها فقه “الحريم” الذي عزل المرأة عن الحياة الاجتماعية وجعلها قاصرة عن القيام بالعديد من المهام، التي كانت تقوم بها المرأة الأمازيغية بشكل عفوي، وبمباركة من الفقهاء الأمازيغ الذين تميزوا بقدرة كبيرة على الاجتهاد في قراءة النصوص الشرعية وملاءمتها مع الواقع.

الحلقة 1: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإرث

الحلقة 2: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الولاية القانونية على الأبناء

الحلقة 3: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الأموال المكتسبة

الحلقة 4: أزرف ن تمغارت تمازيغت: العنف الزوجي

الحلقة 5: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الإجتهاد الفقهي في قضايا المرأة

الحلقة 6: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تقسيم الشغل بين الرجل والمرأة

الحلقة 7: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تعدد الزوجات

الحلقة 8: أزرف ن تمغارت تمازيغت: تزويج الطفلات

الحلقة 9: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الوساطة الأسرية

الحلقة 10: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الخطبة 

الحلقة 11: أزرف ن تمغارت تمازيغت: النفقة

الحلقة 12: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الزواج

الحلقة 13: أزرف ن تمغارت تمازيغت: صورة المرأة

الحلقة 14: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الصداق

الحلقة 15: أزرف ن تمغارت تمازيغت: توثيق العقود

الحلقة 16: أزرف ن تمغارت تمازيغت: المكانة الإعتبارية

الحلقة 17: أزرف ن تمغارت تمازيغت: الطلاق

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x