يسر جريدة “آشكاين” الإلكترونية أن تضع بين يدي قرائها الأعزاء سلسلة رمضانية تمتح من عبق التاريخ المغربي وارتباطه بمكونه الصحراوي، وتصول و تجول بنا عبر امتداد هذا التاريخ، في الأثر الذي أحدثه قادة وشيوخ و أدباء وسياسيون وأعلام صحراويون في تراتبية هرم السياسة والثقافة المغربية، من خلال برنامجكم الرمضاني “أعلام من الصحراء”.
ولن تخضع سلسلة ” أعلام من الصحراء” لتعيير كرونولوجي معين، بقدر ما ستحتكم إلى إشعاع العَلَم المُراد تناولُ نفحاتٍ من سيرتِه و تسليطِ الضوء على أهم الجوانب منها، عبر شهادات حية لباحثين أو أقارب أو مهتمين، أو من خلال استقراء التاريخ دون الخضوع لكرونولوجيا معينة في حكي مناقب شخصياتنا.
سنتطرق في حلقة اليوم من سلسلة “أعلام من الصحراء“، إلى شخصية صحراوية عرفت بعطائها في المجال الديني والأدبي بشكل واسع، كما ارتبط اسمه كذلك بالمقاومة ضد المستعمر في الٌاقاليم الجنوبية، كما عرف بتفرده الديني والتصوفي والأدبي، علاوة على دوره الجهادي المشهود ضد المستعمر، إنه: سيدي المصطفى الملقب بالشيخ ماء العينين.
توطئة
سيرافقنا في الحديث عن الجانب الديني والتصوفي والسياسي للشيخ ماء العيين الدكتور المتخصص في التاريخ الراهن، بارك الله سيدأحمد.
النسب
وحسب ما توارت حول سيرة الرجل، في مصادر تاريخية متفرقة ومتطابقة، فهو “سيدي المصطفى الملقب بالشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل بن محمد لأمين الملقب بـ”مامين” بن طالب خيار بن طالب محمد بن الجيه المختار بن الحبيب، بن علي بن سيدي محمد بن سيدي يحى بن علي بن محمد شمس الدين بن يحى الكبير الملقب “قلقم” بن سيدي محمد بن سيدي عثمان بن مولاي أبي بكر بن سيدي يحى بن مولاي عبد الرحمان بن مولاي أران بن مولاي أتلان بن سيدي أجملان بن إبراهيم بن مولاي مسعود بن مولاي عيسى بن مولاي عثمان بن مولاي إسماعيل بن مولاي عبد الوهاب بن مولاي يوسف بن مولاي عمر بن يحي بن عبدالله بن أحمد بن يحى بن القاسم بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي كرم الله وجه من فاطمة الزهراء عليها السلام.”، وهو النسب الثابت في كتباب ” الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الإستعمار الأوروبي”، الطالب أخيار بن الشيخ مامينا الطبعة الثانية. مطبعة المعارف الجديد الرباط2011. ج1، ص:19.
وتابع المصدر ذاته أن “المؤرخ محمد ظريف، يقول إن بعض رواد الحركة الاستعمارية حاول الطعن في نسبة الشيخ ماء العينين والتشكيك فيه وذلك لما لقوه من مقاومة شرسة من أتباعه في بداية التوغل الاستعماري في بلاد شنقيط لكنهم لا يستندون في أطروحتهم التشكيكية إلى أدلة ثابت ووثائق قطعية، إذ أن من الذين شككوا في هذا النسب الشريف بول مارتي في مقالة له حول “الفاضلية بمجلة العالم الإسلامي” سنتي 1915-1916″.
الولادة والنشأة
ويروي الباحث نفسه نقلا عن روايات شفهية وما تواتر عن الشيخ من كتابات، أن “الشيخ ماء العينين ولد في رحاب بيت اشتهر بالعلم والصلاح، والورع والمأثر المتوارثة عن أسلافه، فوالده الشيخ محمد فاضل كان إماما من أئمة المسلمين، وعلما من العلماء العاملين ذائع الصيت محل تقدير عند العامة والخاصة، وكان من أقطاب الصوفية في زمنه ومن العارفين بالله، وإليه تنسب الطريقة الفاضلية في موريتانيا والمغرب والسينغال وغيرها.
وحسب نفس المصدر، فقد ولد وقت المقيل يوم الثلاثاء 27 من شهر شعبان 1246ه الموافق 11 من شهر فبراير 1831م في ولاية الحوض الشرقي من بلاد شنقيط التي تعرف الآن بموريتانيا، ومن الموافقات أن ولادة الشيخ ماء العينين، كانت موافقة لولادة آبيه الشيخ محمد فاضل من كونه ولد في 27 شعبان إلا أنه يوم الأحد عام 1211هـ الموافق 26 فبراير 1797م.
وذكر ابن العتيق: أن الشيخ ماء العينين أشار إلى تاريخ ولادته بقوله:
في عام رومش بشهر شعبان *** في يوم زك مولدي وذا استبان
يــوم الثلاثاء مقيلا والشكور *** اشكره لنعمة مدى الدهـــــــور
دراسته وشيوخه:
وحسب ما تواتر عن نشأة الشيخ ماء العينين، فقد تربى في كفالة والده بين إخوته وعشيرته، وتتلمذ على أبيه في السلوك والعلوم الشرعية ولازمه وأجتهد في الأخذ عنه والاستضاءة بنور مشكاته والنهل من علومه ومعارفه.
ويورد نفس المصدر أنه “حفظ القرآن برواية ورش وهو بن عشر سنين على السيد عبد الباقي بن أحمد بن علي مولود المسومي، الذي كان معلما للقرآن في محلة الشيخ محمد فاضل، ثم أعاد عليه حفظه تجويدا، بالقراءات السبع، وأخذ الإجازة في القرآن، ولم يبلغ الحلم، ثم جد في طلب العلم على والده، وعلى أستاذه الثاني: محمد فاضل بن الحبيب اليعقوبي، الذي أخذ عنه بعض الأبواب من مختصر خليل، وبعض النصوص الفقهية”.
“ثم صرف وقته في تحصيل العلم، حتى صار من الراسخين فيه ومن جهابذة أهل النظر والتبصر، وأتقن دراسة العلوم المتداولة في زمنه، إتقانا أهله لمرتبة الإمامة فيها، ثم تصدر لتدريس والإفتاء في مدرسة والده برهة من الزمن بعد أن إستبطن ذخائل العلم وغاسة في أسراره واستجلى غوامضه، واستخرج مخبئاته، وأحاط بأصوله وفروعه، وشهد له العلماء بذلك، وهو لا يزال مع والده”، حسب ما اطلعت عليه “آشكاين” في سيرة الرجل.
رحلته:
بعد أن أجازه والده الشيخ محمد فاضل بن مامين وصدره، تقول السيرة، رحل قاصدا حج بيت الله الحرام، وهو بن 28 سنة، فسافر يوم الخميس 28 جمادى الأول عام 1274ه (وفي رواية أخرى 12 جمادى الأولى)، الموافق لسنة 1858م، فمر في طريقه إلى الحج عبر المدن والبلدات: شنقيط، وادنون، الصويرة، مراكش، الرباط، سلا، مكناس، طنجة، الاسكندرية، جدة، مكة، المدينة المنورة، كما استقبله كل من خليفة السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمن وكذلك السلطان مولاي عبد الرحمن.
رحلة مكنته من الاطلاع على أحوال العالم الإسلامي والمستجد فيه، ومن تطور الحياة وبلوغ الغرب أبواب الشرق بمدنيته وعلومه وتقدمه…، كما مكنته أيضا من ربط علاقات وطيدة بملوك الدولة العلوية وأمرائها وقادتها، ففي عودته مكث أياما في مكناس مع السلطان مولاي عبد الرحمن، ثم انتقل إلى مراكش حيث خليفته مولاي سيدي محمد، التي خرج منها يوم الاثنين الثاني عشر من ذي القعدة من عام 1275ه الموافق لسنة 1859م، حيث انتقل إلى تجكانت في بلدة ” اقيدي” ومكث معهم أربعة أشهر، ثم سافر إلى تندوف ثم توجه إلى الساحل ووصل إلى بعض “لعروسيين” وبعض “أولاد أدليم” ومكث فيهم خمسة عشر يوما، وفي طريق عودته، توقف في أدرار ليزور ابن عمه الشيخ محمد فاضل بن محمد، ثم رجع إلى تندوف مرة أخرى ومناطق وقبائل أخرى من بلاد الساحل.
وفي سنة 1277ه سافر إلى أدرار حيث التقى مجددا ابن عمه الشيخ محمد فاضل بن محمد، ومكث عنده ثلاثة أيام، وعند عودته إلى الحوض، أشار إليه الشيخ محمد فاضل بالرجوع إلى الساحل.
وفي طريقه إلى الساحل قدم على قبيلة أهل الفاغ خطاط سنة 1277ه وتزوج ميمونة بنت أحمد علي، وفي آخر هذه السنة قدم على لعروسيين، وفي استقبالهم له يقول الشيخ ماء العينين كما في مسموعات الشيخ النعمة ” لما أتيت هذه البلاد، تلقوا لي ولله الحمد بأنواع التبجيل والإكرام، وتتلمذوا علي، وقالوا لي ما قالت الأنصار له صلى الله عليه وسلم: نمنعك مما نمنع منه أنفسنا وعيالنا….”
وخلال المدة التي قضاها الشيخ ماء العينين في قبيلة لعروسيين انثالت عليه جموع الناس، فأشارت عليه زوجته مليكة بنت الدرجة بالانتقال بمن معه والسكنى وحده غير بعيد من القبيلة.
وفي سنة 1281ه الموافق لسنة 1864م سافر متوجها إلى الحوض للسلام على والده ثم رجع إلى أهله الساقية الحمراء، فلما وصلهم بنى داره في تلك البلاد، وفي سنة 1290ه الموافق لسنة 1873م انتقل إلى مراكش فاستقبله السلطان مولاي سيدي محمد بن عبد الرحمان، كما سافر إلى الحوض سنة 1294ه قبل وفاة والدته من منت المعلوم بمدة يسيرة وبقي في الحوض حتى توفيت والدته، وصلى عليها، ثم انتقل إلى تيرس
سنة 1295ه.
وفي عام 1304 قدم على السلطان مولاي الحسن بمراكش، فاستقبله بكريم الحفاوة والتبجيل، وفي عودته توطن الساقية الحمراء، ولبث بوادي اقريزيم ستة أعوام، ثم ارتحل إلى مكان بنواحي السمارة. وحري بالذكر أن علاقة الشيخ ماءالعينين مع ملوك و أمراء الدولة العلوية الشريفة كانت علاقة روحية متميزة ، و في ذلك يقول جعفر بن محمد الناصري عن ذلك ” وأشهر مشاهير المتبركين بأوراده والآخذين عنه: الملوك الخمسة الذين عاصرهم وعاصروه، وعاش عمره الطويل زمنهم وقوبل بالبر والكرامة والحفاوة في بساطهم وهم : المولى عبد الرحمان بن هشام وولده المولى محمد بن عبد الرحمن وابنه المولى الحسن وولداه المتوليان الأمر بعده، المولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ رحمهم الله.
الدور السياسي والجهادي ضد المستعمر:
علاقة زاوية الشيخ ماء العينين بالسلاطين العلويين
يورد الدكتور المتخصص في التاريخ الراهن، بارك الله سيدأحمد، أن “الزاوية المعينية لم تكن مؤسسة صوفية إنعزالية تقام فيها الطقوس، وتوزع فيها الأوراد والأذكار على الفقراء الموريدين، وتجتمع فيها القبائل حول الموائد لدفن همومها وتناسي خلافاتها الإقليمية”.
مشددا على أن هذه الزاوية “كانت حركة سياسية ذات مشروع متكامل، يبدأ في الدين وينتهي بالسياسية، وهي بهذا القانون الذي يحكم صيرورة مشروعها، لا تخرج عن القانون العام الذي يربط تطور الزوايا والتي سبقتها، فجل الزوايا التي برزت في تاريخ المغرب قبلها، إتبعت هذه الآلية في تطورها: زاوية فقيام اتحاد وتحالف قبائل فتأسيس نواة للسلطة”.
غير أن خصوصية المرحلة التاريخية التي ظهرة فيها الزاوية المعينية، يسترسل محدثنا “ومميزات شخصية مميزها البارز، جعلها تختلف عن غيرها من الزوايا التي سبقتها وعاصرتها، فحضور السلطة المركزية في مجموع الأقاليم المغربية، وغيرتها الدينية والوطنية، جعلت الشيخ ماء العينين يضع نفسه رهن إشارتها ويتعاون معها في تنفيذ مشروعها الوطني، فكان بذلك خليفة السلاطين العلويين في المنطقة الخليفية من الجنوب المغربي. وكذا وكيلهم في السهر على ترتيب شؤونها، يمثلهم لذى سكانها وينقل أوامرهم وقراراتهم إلى قبائلها”.
الإغراءات الإستعمارية الفرنسية للشيخ ماء العينين
وأردف الباحث نفسه أن “الفرنسيين وبعض حلفائهم حاولوا تعكير الجو التعاوني بين الدولة العلوية الشريفة وبين الأسرة المعينية، وذلك بإغراء الشيخ ماء العينين وأبنائه من بعده بنزع بيعتهم للملوك العلويين والتخلي عن ولائهم التاريخي لهم، غير أنهم لم ينجحوا في تحقيق أهدافهم الاستعمارية، فقد بعثوا إلى الشيخ ماء العينين وأبنائه من بعده بواسطة بعض الأصدقاء، يرغبونهم في مصالحتهم ويعيدنهم بقبول وقضاء أغراضهم ورغباتهم”.
“غير أن غيرتهم الدينية ووفائهم بالتزاماتهم الوطنية”، يضيف بارك الله “لم تسمح لهم بالارتماء في أحضانهم، فواجهوهم بالسلاح حتى صاروا من ألذ أعدائهم، وتحتفظ الخزائن المغربية بوثائق مهمة تؤكد موقف هذه الأسرة السليم من الاستعمار، وإخلاصها المتفاني للملوك العلويين، ورفضها لكل أنواع المساومة التي عرضت عليها، فقد بعث الشيخ ماء العينين إلى الوزير أحمد بن موسى رسالة يطلعه فيها بتأهب الفرنسين لغزو المنطقة الجنوبية، ومساومتهم له لدخول تحت طاعتهم واستغلالهم لأخيه الشيخ سعد بوه الذي سالمهم بتأثير عليه في ذلك، ورفضه لهذه المساومات وتأكيده لولائه وطاعته للملوك العلويين”.
وتابع انه “لما يئس المستعمر من التأثير على آل الشيخ ماء العينين وفقد كل آماله في ضمهم إلى صفه، وتيقن من صدق وفائهم، جند طاقمهم الفكري لتشكيك في صحة مغربيتهم، وصدق ولائهم للعرش العلوي، غير أن محاولته لم تحقق أهدافها الاستعمارية وذلك لأن وطنية الأسرة المعينية وعلاقتها بالملوك العلويين تتجاوز الحاضر، وتتخطى الزمان والمكان”.
وأكد المتخصص ذاته، على ان “الحركة المعينية اعتمدت في مشروعها الوحدوي على مبدأين أسايين هما الاتحاد والجهاد، إذ بدأ الشيخ ماء العينين مشروعه السياسي يإصلاح ذات البين بين القبائل الصحراوية وجمعها في الوحدة المتكاملة، وعندما تكونت لديه قاعدة اجتماعية متينة، بعد بنائه لمدينة السمارة أنتقل إلى تنفيذ الجزء الأهم من هذا المشروع، فجند جميع إمكانيته واسنتفر كل قواته للقضاء على الوجود الاستعماري بالمنطقة الخليفية من الجنوب المغربي” .
“مشروع الشيخ ماء العينين الجهادي”
واستطرد الدكتور المتخصص في التاريخ الراهن، بارك الله سيدأحمد، بالقول إن “الشيخ الشيخ ماء العينين بدأ برنامجه الجهادي بملاحقة عملاء الاسعتمار ومبشريه الذين كانوا يمهدون لاحتلال المنطقة لما كانوا يبعثونه بمعلومات جغرافية لرأسائهم فقتل الرائدين الإسبانين(كاروكة- فير) ولم يفلت من يده المبعوث الإسباني الذي قصد أولاد الدليم مدعيا للإسلام”.
“وعندما تكونت لديه قاعدة عسكرية قوية”، يقول بارك الله “تمكن من طرد الإنجليز من كابوخوبي”طرفاية” وحاصرة الإسبان بالداخلة فاتسع نفوذه السياسي وصار بطل الحركة الجهادية يالجنوب المغربي بكامله، وقد كاد أن يغير موازين القوى لصالح الحركة التحريريه بهذه المنطقة، غير أن تطويق القوات الاستعمارية لحركته من الشمال والجنوب والشرق، وقطعها لسائر الإمدادات عليه، جعل حركته الجهادية تواجه مجموعة من الصعوبات اضطرته إلى تغير مواقعه العسكرية وانتقاله من السمارة إلى تزنيت، ورغم هذه الصعوبات التي استهدفت تصفية حركته، فقد تمكن من تحقيق انتصارات باهرة على المستعمر في الكثير من المواقع” .
وأوضح الكتور بارك الله، في حديثه لـ”آشكاين”، أنه “رغم الظروف التي كان يعيش فيها الشيخ ماء العينين إلا أنه كان سياسيا محنكا عارفا لمكر العدو ومخططاته الاستعمارية، فقد واصلت الزاوية المعينية نشاطها السياسي بعد استقلال سيدي إفني وطرفاية وباقي الأجزاء المغتصبة من الصحراء المغربية، ولكن بأسلوب مختلف يفرضه التطور العام للمغرب وتقتضيه السياسة الجديدة التي حملها الاستقلال، فشارك أبنائها في الكثير من المؤتمرات الدولية والوطنية، وساهموا بأقلامهم وألسنتهم في الدفاع عن وحدة المغرب”.
وأشار إلى أن “هذه الزاوية لم تعد تملك بعد ذلك وسائل المبادرة السياسية، التي كانت لديها خلال عهدها الذهبي، وذلك لما عرفته الدولة المغربية من تطور وتحديث، فصارت كغيرها من الزوايا المغربية، مجرد مؤسسة تراثية يجتمع فيها الناس في بعض المواسم لترحم على الشيوخ وتذكر الأمجاد وتبرك بالأولياء”.
مؤلفاته
ويورد مصدرنا أن الشيخ ماء العينين ألف عشرات في مختلف الفنون والعلوم الإسلامية، بلغت حوالي 150 كتابا، وأكثر مؤلفاته طبعة بالمطلعة الحجرية ومنها ما طبعت بالمطبعة المصرية، وقد حاول الشيخ مربيه ربه وإبن العتيق تصنيف هذه التأليف وتحديد مجالاتها، فقسماها إلى خمسة أصناف هي: الأصول والفقه، النحو والتصريف والعربية والبيان والعروض، لتصوف، علم الحساب، الأسرار والأدعية”.
ومن مؤلفاته :
في التفسير: تفسير للقرآن عدة أجزاء شرع فيه 1294ه، تفسير الفاتحة، تفسير قوله تعالى ربنا آتنا في الدنيا حسنة؛ تفسير قوله تعالى إنما يغشى الله من عباده العلماء.
في الحديث: صلة المترحم في الحث على صلة الرحم؛ منيل البش في من يظلهم الله بظل العرش.
في السيرة: منظومة في سيرته صلى الله عليه وسلم.، منظومة في أسمائه صلى الله عليه وسلم.
في التوحيد: منظومة في العقائد الست والستين؛ منظومة في معرفة مايجب في حقه تعالى ومايستحيل.؛ بيان أن التوحيد كله مندرج في صفة مخالفته تعالى لخلقه؛ منور الأفهام في حكم الثلاثة الأقسام.
في أصول الفقه: المرافق على الموافق. في مقاصد الشريعة، الأنفس على الأقدس؛ المفيد على تنوير السعيد؛ نظم في حكم التقليد.
في الفقه وقواعده: دليل الرفاق على شمس الإتفاق “ثلاثة أجزاء”؛ كيفاية النبيه في فرض العين.؛ فيد السامع والمتكلم في أحكام التيمم والمتيمم.؛ التميم في أمر اليتيم.؛ مفسدات الصوم.؛ الألغاز الفقهية، نظم قواعد أبي حنيفة، رسالة في أحكام الإيمان، رسالة في أحكام الطلاق، رسالة في جواز الدعاء للاشياخ والأئمة بعد الصلوات في المساجد، رسالة في أحكام الرضاع.
مؤلفاته في النحو والتصريف واللغة والبيان والعروض، هداية المبتدئين. وهو نظم في النحو، مفتاح الأفعال الثلاثة، مفيد النساء والرجال في مايجوز من الإبدال؛ الحروف الهجائية ومخارجها.؛ سراج الفتيان على ياقوتت الولدان في المعاني والبيان والبديع”مجلد”؛ رسالة في أوزان البحور؛ مفيدة الحاضرة والبادية في شرح الأبيات الثمانية؛ فاتق الرتق؛ إنعام الرحمان على مرهم الزمان لمن جال أو يريد الجولان؛ تبين الغموض على نعت العروض.
في التصوف وعلم السلوك: مبصر المتشوف على منتخب التصوف؛ نعت البدايات؛ إظهار الطريق.؛ قرة العينين في الكلام على الرؤية في الدارين.؛ مفيد الراوي على أني مخاوي، الخلاص في حقيقة الإخلاص؛ سهل المرتقي في الحث على التقي؛ مغزى الناظر والسامع على تعلم العلم النافع؛ مذهب المخوف على دعوات الحروف.
وفاته
توفي الشيخ ماء العينين، حسب ما ورد في سيرته، في منتصف ليلة الثلاثاء 21 شوال سنة 1328 هجرية الموافق ليوم 11 أكتوبر 1910م في مدينة تيزنيت، كما جاء في قرة العينين:” ثم توفي رضي الله عنه ليلة الثلاثاء، في الساعة السابعة…ليلة الحادي والعشرين من شوال عام ثمانية وعشرين بعد ثلاثمائة و ألف، ومن الشهر العجمي الحادي عشر أكتوبر، ودفن في ضحوة ذاك اليوم”، ودفن هناك.
وفي وفاته يقول الشيخ مربيه ربه أيضا: “أنه لم يكن به مرض قليل ولا كثير وصلى أوقاته على عادته في المسجد…ولما دخل بيته باسط أولاده وأهله، وأطال الحديث…ونام قليلا، واستيقظ وقال: أنتم سالمون، لا بأس عليكم، قالوا: نعم. قال الحمد لله، واشتغل بورده وصلاته ما شاء الله” إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى وهو في وضعية سجود.
الحلقات السابقة:
أعلام من الصحراء: اسْوَيْلَم الدليمي..عمدة مدينة الداخلة إبان الاستعمار الإسباني
أعلام من الصحراء: محمد المصطفى الحسناوي..شاعر من وادنون لقبه الموريتانيون بـ”متنبي الصحراء”
أعلامٌ من الصحراء: محمد العاقب الجكني ..عالم و مُقاوم استقبله السلطان مولاي حفيظ بحفاوة
أعلام من الصحراء: بوغنبور..من أشهر الأولياء الصالحين بالصحراء وسمى كولونيل استعماري ابنه باسمه
أعلام من الصحراء: البغدادي..ضابط في الجيش الفرنسي ولج القصر الملكي
أعلام من الصحراء: بوزاليم محمد..انطلق جيش التحرير من منزله لطرد الإسبان
أعلام من الصحراء: مبارك جوان..برقية مستعجلة تخرج جنرالا استعماريا شهيرا من منزله
أعلامٌ من الصحراء: الشيخ محمد الأغْظف..مدرسة قرآنية متنقلة و نائب خليفة السُّلطان بالصحراء
أعلام من الصحراء: الأمجد سيداتي..شاعرٌ قاوم الإستعمار الفرنسي بسوس و مات بسقوط طائرته
أعلام من الصحراء: أمغار سعيد..قائد واجه الاحتلال الفرنسي والإسباني بعد نجاته من التسمم
أعلام من الصحراء: البشير بن بابيت..قناص جيش التحرير بالساقية الحمراء
أعلامٌ من الصحراء: بوزيد ولد الرباني..قائدٌ أحْرقت فرنسا أرشيفَها قبل تسليمِه السُّلطة
أعلام من الصحراء: أبّا الشيخ..قائدٌ باع إبِلَهُ لتسليح المُقاومة و وشّحه الحسن الثاني بوسام فارس
أعلام من الصحراء: دحمان..القايد الذي احتضن منزله تأسيس جيش التحرير
أعلام من الصحراء: الباشا البيضاوي..شاعر طريف رافق السلطان مولاي حفيظ في سفره
أعلام من الصحراء: الخرشي..قائد استعصى على ضباط الاستعمار الفرنسي واستقله محمد الخامس
أعْــلام من الصحراء: الجُــماني..رئيسُ “الصحراء” الذي ارتدى سِلْهامَ الحـسن الثاني
أعْــلامٌ من الصحراء: محمد الشكّوطي..عَـيْـنُ المقاومة داخِل ثكنات الجيش الإسباني
أعلام من الصحراء: الداي ولد سيدي بابا.. موريتاني ترأس البرلمان المغربي