عائلات الصحراء: أهل سليمي.. مقاوم دعم جيش التحرير بالمال ووشحه الملك بوسام قائد

يسر جريدة “آشكاين” الإلكترونية  أن تضع بين يدي قرائها الأعزاء سلسلة تاريخية تتقفى أثر العائلات والأسر الصحراوية التي كان لها أثر بليغ في الصحراء المغربية، وذاع اسمها نظير ما بذلته في مجالات مختلفة من الحياة من خلال ركن  “عائلات الصحراء”.

سنتطرق في حلقة اليوم إلى عائلة أهل كمال سليمى، الذي يعتبر من المقاومين البارزين ضد المستعمر من خلال المشاركة في جيش التحرير، وحظي بوسام ملكي من درجة قائد.

النشأة

قال المتخصص في التاريخ الراهن، بارك الله سيدأحمد، إن “كمال سليمى نشأ وتربى في وسط عائلي عرف بالوطنية والاعتزاز بالانتماء الوطني، وامتهن منذ طفولته التجارة”.

انضمامه لجيش التحرير

وأشار بارك الله أن سليمي يعد من الرواد الأوائل الذين انخرطوا في رياض العمل الوطني مبكرا، وكانت له اتصالات برموز الحركة الوطنية والمقاومة، أمثال المرحومين حسن صفي الدين وعبد اللطيف بن جلون وغيرهما”.

وأوضح المتحدث أن سليمي انضم في الفترة الممتدة من 1956 إلى سنة 1960 إلى صفوف جيش التحرير بالجنوب المغربي برتبة قائد المائة بالمقاطعة التاسعة التي ترأسها المقاوم صالح بنعسو، حيث كان منتدبا من طرف القيادة العليا لجيش التحرير بمراكز تافودارت والساقية الحمراء ووادي الذهب مكلفا بمهمة، كما شارك في عدة معارك بالصحراء المغربية وبمنطقة آيت باعمران”.

مشاركته في معرك ضارية وتمويل المقاومة

وتابع المتحدث أن “سليمي شارك في عدة معارك ضارية أبلى فيها البلاء الحسن بوادي درعة السفلى والصحراء، كمعركة أم العشار الأولى، مركالة، أم العشار الثانية، ­إيشت­ الدشيرة، وادي الصفا السويحات، و الزمول الشرقية، ومعارك الكبلة، إضافة إلى معارك آيت بتعمران”.

وشدد بارك الله على أن “دور سليمي “لم يقتصر فقط على المشاركة في أعمال الجهاد في خلايا وسرايا جيش التحرير، بل تعداه إلى المساهمة من ماله الخاص”.

مشاركته في المسيرة الخضراء

وبعد استرجاع إقليم طرفاية سنة 1958 وإقليم سيدي إفني سنة 1969، شارك في المسيرة الخضراء المظفرة، التي أبدعها الملك الراحل الحسن الثاني، والتي تعتبر حدثا جيليا ومنعطفا حاسما في مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة”.

وسام ملكي وتكريم

وأردف أن المقاوم سليمي “حظي بشرف الإنعام المولوي السامي عليه بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد من طرف جلالة الملك محمد السادس سنة 2005، بمناسبة تخليد الذكرى 47 للزيارة الملكية التاريخية لمحاميد الغزلان والذكرى 47 لمعركة الدشيرة، وذلك وفاء واعترافا بخدماته المبرورة وأياديه البيضاء في سبيل الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية”.

وخلص إلى أنه “حظي أيضا بشرف التكريم من لدن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، رفقة صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمدينة كلميم سنة 2004 بمناسبة تخليد الذكرى 48 لانطلاق عمليات جيش التحرير بالجنوب المغربي˜.